الاثنين، 8 يوليو 2019

نجوم هوليوود يرتدون أزياء من محافظة أسيوط

نجوم هوليوود يرتدون أزياء مصنوعة من التلي الأسيوطي - صورة أرشيفية

كتبت- سمر بهنساوي
خيوط فضية وذهبية اللون مطرزة على شبكة خيوط تُسمى نسيج التلي الأسيوطي، تداخلت في البسة متنوعة ارتدتها نجمات هوليوود وعرائس الصعيد.
"مصر الناس" تعرفكم في السطور القادمة بهذا الفن الذي ربما لا يعرفه الكثيرون.
فضة وأسلاك نحاس
فن من الفنون التراثية المتوارثة في صعيد مصر، اتقنته المرأة الصعيدية منذ القرن الـ18 الميلادي، وهو عبارة عن نوع خاص من القماش يُطرز عليه مجموعة من الأشرطة الفضية أو الذهبية في أشكال هندسية ثابتة تكون ما يسمى بـ"الموتيفات" وهي الشكل الهندسي للغرز.
أشرطة التلي لا يتعدى عرضها 3 مل، وتُطرز بأسلوب الغرزة الواحدة المفردة.
قديمًا كانت تُصنع تلك الخيوط من الفضة الخالصة، أما الآن تتنوع صناعتها بين أسلاك النحاس المطلية بالفضة أو النيكل، ومنها ما هو بلاستيكي.
 وكانت الملابس التي صُممت من هذا القماش تنحصر في شكلين فقط من الثياب هي شال التل الأسيوطي الذي اشتهر حتى أصبح الزي الرسمي للعروس مثل الفستان الأبيض الآن والجلابية واشتهر بلونيه الأسود والعاجي.

وللشال الأسيوطي (شال العروسة) رموز ثابتة لها دلالات.

الشكل الأول يكون أسفل الشال عبارة عن مثلثين متقابلين يُسمي بالحجاب، اعتقادًا أنه يحجب الشر والحسد عن العروس ويعلوه رمز الشمعة كمظهر من مظاهر الاحتفال، ثم الجمل وسيلة انتقال العروس من بيت أبيها لزوجها والفانوس الذي يُنير طريقها وكذلك الإبريق حيث يرمز لجهاز العروسة.
وهذا الشال الساحر الناعم غالي الثمن، ثقيل الوزن حيث يتراوح وزنه ما بين كيلو إلى كيلو ونصف الكيلو.
التلي في بريطانيا وأمريكا
لم يشتهر التلي الأسيوطي داخل مصر فقط بل خارجها أيضًا، أصبح أيقونة مميزة لمصر وهدية قيمة للملوك والأمراء، فقد أهدى محمد علي، شالًا من التل الأسيوطي لملكة بريطانيا، يعد الآن أحد مقتنيات في متحف بريطاني.
وإذا ذهبت إلى نيويورك وتحديدًا إلى متحف "metropolitan" للفنون، ستجد قطعة أخرى من التلي الأسيوطي مصممة على هيئة معطف فرنسي، شاهدًا على أصالة هذا الفن وتاريخ تقدم الصناعة المصرية.


هذا الفن يلقى رواجًا واسعًا حتى الآن في السوق الأوربية، ولا يزال قطعة أنيقة يرتديها المشاهير والأثرياء.
خلال احتفالية بمرض الزهايمر بنيويورك عام 2008، ارتدت الأميرة ياسمين أغا خان، فستانًا ذات لون أبيض عاجي مُطرز بالأشرطة الفضية البراقة، مصنوع من التلي الأسيوطي.

الأسيوطي وهوليوود
مع ظهور صناعة السينما تنافس الأغنياء والمشاهير لارتداء ملابس مستوحاة من التلي الأسيوطي لدرجة أنه أصبح موضة عام 1920، ونشرت الصحف العالمية صور لتصاميم من التلي الأسيوطي لبيوت أزياء عدة مثل Dior.
في الفيلم الأمريكي "شمشون ودليلة"، الذي تم إنتاجه في 1949م، ظهرت الفنانة الأمريكية النمساوية هيدي لامار، بفستان من التلي من تصميم "بارامونت" الحائز على جائزة أفضل مصمم أزياء هوليوود.

ولم تقتصر تصاميم النسيج السحري على ملابس تغري النساء فقط بل ارتداه بعض الفنانين الرجال مثل الممثل الأمريكي رودولف فالنتينو، الذي اشتهر بوسامته في العشرينيات في عهد السينما الصامتة.
 اشتهر التلي في السينما المصرية في المشاهد الاستعراضية للراقصتين تحية كاريوكا وسامية جمال، وكذلك ارتدته بنت الإسكندرية شارلوت واصف، ملكة جمال الكون عام 1935.

 هذا النسيج السحري كان أحد أسباب فوز المسلسل الدرامي البريطاني "The house of Eliott"، الذي أذيع على 3 أجزاء عبر شبكة "BBC" بين 1991 حتى 1994م، بجائزة "إيمي برايم تايم" لأفضل أزياء مسلسل.

وهذا النسيج يُصنع حتى الآن في الصعيد لكن ليس في أسيوط، ولتعرف أين يُصنع وكيف أن هدية محمد علي-في القرن التاسع-لملكة بريطانيا، أنقذت هذا التراث من الاندثار، انتظروا قريبًا قصة جديدة تُنشر على "مصر الناس" تكشف لكم هذه الأسرار.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق