الأربعاء، 29 يونيو 2016

عرقسوس "علي السوهاجي" أبرز مظاهر شهر رمضان في قنا

تصوير - إسراء محارب

قنا – إسراء محارب

بات العم علي السوهاجي، بائع العرقسوس معلمًا من معالم شهر رمضان في مدينة قنا، فرغم أنه لا يتجول بين أحياء وشوارع المحافظة  ويستأجر مكانًا ثابتًا طوال شهر رمضان إلا أن أهالي المدينة يأتون إليه من شرق المدينة وغربها، للحصول على مشروب العرقسوس الذي يصنعه بنفسه رغم بلوغه سن السبعين عامًا.

ورث "العم علي" حب المهنة عن والده الذي تجول بين محافظتي قنا وسوهاج وهو يرن "الصناجتين النحاسيتين" ليروي ظمأ الناس في القرى حتى استقر به الحال في مدينة قنا، وتعلم العم على صناعة المشروب من والده في أثناء مساعدته في إعداده ثم التجول معه بين الأسواق والمحال التجارية كبائع متجول يبيع العناب والعرقسوس والتمر الهندي.

يحرص العم علي، دائما على التمسك بالأسلوب التقليدي في جذب الزبائن من خلال ترديد العبارات "شفا وخمير يا عرق سوس"   و"أحلى من العسل يا خروب"، في أثناء تجوله في الأسواق.

وحول كيفية تحضير شراب العرقسوس، يقول السوهاجي لـ "مصر الناس" أنه يطحنه حتى يصبح ناعمًا مثل الدقيق ثم يقوم بنقعه في الماء لمدة يومين متتالين، ثم تتم تصفيته ليُقدم للزبائن كشراب طازج يساعد على مقاومة حرارة الجو، كما أنه يقوم بتصفيته أمام أعين الزبائن مما يزيد ثقتهم بنظافة الشراب، حيث ينقع النبات في إناء زجاجي أو بلاستيكي.


وتتم تصفيته عن طريق قطعة قماش نظيفة تسمى "شاش"، بعدها تبدأ عمليات التحلية والتعبئة في الإبريق الزجاجي أو النحاسي، ويتمسك "السوهاجي" بزي ملابس بائع العرقسوس التراثية والتي يعلن بها عن نفسه بين الأسواق لإظهار عراقة وتاريخ الشراب الذي يبيعه حتى أَضحى الزبائن هم من يبحثون عنه ويتساءلون فيما بينهم في أى شارع يقف اليوم حيث يرتدي سروالًا فضفاضًا يغطي رجليه ويتمتع بحجر منخفض " ساقط" يُمسك به من منطقة الوسط حزام مطاطي "أستك" حيث يسهل هذا الزي حركته.

وعندما تُقبل عليه يجذبك إليه صفاء عينيه الخضراء ولون بشرته البيضاء التي لم تفلح الشمس الحارقة في إضفاء درجات سمراء عليها رغم أن أعوام الشقاء قد ارتسمت على وجهه الضاحك دائمًا.


الأحد، 26 يونيو 2016

عائلة "المدهش" أول وأقدم عائلة تصنع الكنافة اليدوية بأسوان

تصوير - دينا محمود

كتبت - دينا محمود

هلت ليالي شهر رمضان كالنسيم، وامتلأت الشوارع بالأجواء الرمضانية المختلفة والمظاهر الاحتفالية التي تتجلى أبرزها في إعداد الحلويات التي يشتهر بها الشهر الفضيل.

وفي ظل انتشار وتزايد الماكينات الآلية لعمل الكنافة الآلية، لم تندثر صناعة الكنافة البلدي التي تعد إحدى عادات شهر رمضان التراثية، وظلت محتفظة برونقها مع مرور السنوات.

"مصر الناس" التقت أحد أفراد عائلة "المدهش"، وهي عائلة ورثت عن أجدادها صناعة الكنافة اليدوية في محافظة أسوان حيث امتد عملها بالمهنة منذ أكثر من 40 عامًا.

تحدثنا لـ "ياسر الضو" وهو من أقارب عائلة المدهش، عمره 31 عامًا يعمل مع العائلة ويساعدهم في شهر رمضان منذ 3 سنوات بينما ينصرف إلى عمله الأساسي بمجال صيانة مواتير البحر بعد انقضاء الشهر الكريم، وقال: أن عائلة المدهش هي العائلة الوحيدة التي تصنع الكنافة اليدوي بأسوان لا أحد غيرهم يعمل في هذه المهنة، وظلوا متمسكين بتلك المهنة أبا عن جد مشيرًا إلى أنهم سوف يورثونها لأبنائهم ليظل اسم المدهش إلى مالا نهاية.




وتابع، هناك فرش آخر ينصبونه غير هذا الفرش وهو يبتعد عنهم عدة أمتار وذلك لزيادة الإقبال على الكنافة اليدوية، ويقوم بإدارة العمل "عطية حسن المدهش"، و"محمود حسن المدهش"، و"شاذلي حسن المدهش" ويعاونهم نسيبهم "حسين" حيث يقوم بعملية البيع.

عندما ترى ياسر وهو يفرد الكنافة على الصينية النحاسية وتتمعن في طريقة توزيعه لها بحلقات دائرية متناسقة بلونها الأبيض تبدو أمامك وكأنها لوحة فنية يتهيأ لك مشاهدة القمر في أوضح حالاته من خلالها.

وأضاف أنهم تأثروا بسبب زيادة أسعارالخامات هذا العام، لذا رفعوا سعر كيلو الكنافة الواحد ل 14 جنيه بعدما كان يُقدر ثمنه العام الماضي ب 12 جنيه للكيلو، ورغم ارتفاع الأسعار لم يمتنع الناس عن شراء الكنافة اليدوية ويقول ياسر: "عمومًا شهر رمضان حلو بناسه وبلمته والإقبال السنة دي زي العسل والحمد لله لأن كتير بيفضلوها عن الكنافة الآلي اللي سعرها ما يزيدش عن 7 جنيهات للكيلو الواحد ".

وواصل حديثه لـ " مصر الناس ": "الناس بتحب الكنافة البلدي لأنها على طبيعتها ومكوناتها دقيق وماية بس والشغل البلدي له ناسه وله زبونه ولينا زباين ياما وكل شغلنا بالحجز".

ولفت ياسر إلى أن الكنافة الآلية تختلف عن الكنافة اليدوية في شكلها وطعمها حيث يُضاف للأولى محسنات حتى تبقى صالحة لأكثر فترة ممكنة وتُستخدم أمشاط معينة لطهيها بالماكينات الآلية حتى تتمتع بشكل رفيع.

ويضيف: "الشقا صعب ومفيش معيشة اليومين دول سهلة لكن بنلاقي نتيجة لتعبنا ولازم نعدي الصعب عشان اللي ورانا رغم حرارة الجو الشديدة والصيام والوقوف قدام النار شغالين عادي".

السبت، 25 يونيو 2016

بالفيديو: شواطئ الإسكندرية في نهار شهر رمضان شبه خالية

كتبت - حنان فوزي الميهي

صيفٌ حارق وشمسٌ ملتهبة، وشواطئ بحرٍ خالية من المصطافين، هذا هو المشهد الرمضاني في الإسكندرية، فمع ارتفاع درجات الحرارة، وتأهب المُصطافين إلى اللجوء لذلك البحر الشامخ؛ ليخفف عنهم وطأة الجو الذي يعانونه، يأتي شهر رمضان ذلك المُنتظر الكريم، ومع قدومه تتغير الأشياء المألوفة لتبدو في غير شكلها المعتاد، كصوم المصريين عن الأكل بالنهار لإستئنافه بشراهة في الليل، كذلك يمتنع أيضا المصطافين عن الذهاب للبحر بالنهار ليتركوه شبه خالي إلا من بعض الأسر المسيحية التي تستغل الفرصة لتنعم بذلك الهدوء غير المألوف لاسيما في مثل هذه الأوقات من كل عام .

وفي رصدٍ لأجواء شواطئ الإسكندرية في نهار شهر رمضان؛ التقت كاميرا "مصر الناس" مع 'سيد' حارس شاطئ المندرة، وكذلك 'أبو أحمد' بائع الفريسكا، ووثقت بعض مشاهد للشواطئ الخالية نهاراً في الفيديو التالي:







السبت، 18 يونيو 2016

فول " أولاد موسي " ملك السحور في أسوان

أسوان – رحاب مجدي

لا يأتي ذكر شهر رمضان الكريم , إلا ويأتي ذكر ملك مائدة السحور "طبق الفول أبو وش بيلمع " , و لا يأتي ذكر الفول إلا و يأتي ذكر " أولاد موسي " أحد أشهر قلاع الفول و المأكولات الشعبية بمحافظة أسوان .

يقول حسن موسي سالم الذي يمثل الجيل الثالث من عائلته في إدارة المحل : " احنا بنشتغل من أكتر من 60 سنة من أيام جدي موسي الحريجي رحمة الله عليه , زمان جدي كان بيعمل الفول المدمس كان يحفر حفرة في الأرض و يحط خشب و يولعها نار و يحط عليها القدرة تطلع أحلى فول و بعد ما كبر نشاطنا فتحنا المحل و لما جدي اتوفي غيرنا اسم المحل من موسي لأولاد موسي ".

وأكد سالم ل " مصر الناس " , أن أبناء العائلة فضلوا استكمال مسيرة جدهم لآنهم أحبوا المجال وأصبحت المهنة تجري بدمائهم لافتاً تولي خمسة من أبناء العائلة مهمة إدارة المحل.

وتحدث عن طبيعة العمل بالمحل قائلا : " زي ما الناس بتورث المال و الاراضي من أهاليهم احنا ورثنا سمعة جدي و حب الناس له و اتقانه و ضميره في شغله و لغاية دلوقتي بنستعمل الفول البلدي علشان تطلع الحباية سليمة مش مهروسة في المية اتعلمنا كتير من الشغل في المحل و أهم حاجة اتعلمناها الصبر لأننا بنتعامل مع ناس و طباع مختلفة و لازم نراضي الناس كلها محدش بيمشي من عندنا زعلان حتي أن السعر دلوقتي موحد لأصغر علب الفول بثلاثة جنيه بس احنا لسه بنطلع الكيس أبو جنيه حفاظاً علي تراث جدي رحمة الله عليه و مراعاة لظروف الناس الصعبة الفترة دي ."

و يُكمل حسن متحدثاً عن رمضان و أجوائه, " بالرغم من زيادة الطلب في الشهر الكريم إلا أننا شايفين أن الناس تعبانة و مش قادرة اللي كان بيشتري طلبات بخمسة جنيه بقي يشتري بأتنين و تلاثة بس !! رمضان زمان غير دلوقتي خالص كل حاجة اختلفت حتي روح رمضان الجميلة اللي كانت بتونسنا دلوقتي بقت الأيام بتجري و مش بنحس بيها . "

و أثناء تواجد " مصر الناس " في محيط المحل , كانت سيدة في آواخر الخمسينيات من عمرها بشوشة الوجه تمسك بيداها طفلا صغيراً لا يتجاوز عمره التاسعة وكيساً يحمل شعار المحل , فاقتربت منها و حييتها و سألتها ماذا تحملين ؟ فأجابت " علبة الفول علشان السحور " ثم أكملت " انا من يوم ما اتجوزت و سكنت جنب المحل و احنا دايما بنتعامل معاهم و أولادي اتربوا على فول أولاد موسى و ده حفيدي كنت بعرفه المكان علشان يجيبلنا دايما فول و طعمية من أولاد موسي " .

الثلاثاء، 14 يونيو 2016

الأسماك تتربع على عرش المائدة الرمضانية في الإسكندرية

حلقة الأسماك فى الإسكندرية - تصوير دينا النجار
كتبت - دينا النجار 

اشتهرت المدن الساحلية بصيد الأسماك، وتعد مدينة الإسكندرية "عروس البحر المتوسط" ثاني أكبر المحافظات المصرية وواحدة من أهم المصايد المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

"الخير كتير والبحر خيره مابيخلصش ربنا قال انه سخرلنا البحر عشان نخرج منه السمك"، كانت هذه الكلمات بداية لحوار صيادين حلقة الأسماك الكائنة في حي الجمرك بالإسكندرية والذين تحدثوا لـ "مصر الناس" عن حجم الإقبال على شراء الأسماك خلال شهر رمضان المبارك.

وأكد عم عادل رئيس العمال للصيد "بالصنانير" على مركب بالبحر، أن شهر رمضان هذا العام يختلف عن السنوات السابقة حيث تزايد الإقبال على شراء الاسماك، رغم تراجع الكميات المتاحة بالأسواق نسبيًا نظرًا لبداية موسم الصيد.

وأضاف "حركة البيع للأسماك لم تتعدى الـ 50% خلال السنوات السابقة إلا أن نسبة السحب هذا العام تعدت 80%". والتقط الحاج أحمد من كبار الصيادين للصيد بالشبك أطراف الحديث قائلا: "البحر دة خير ربنا علينا ورزق لينا والسمك مش غالى وفي متناول الجميع كيلو السمك في متناول الأسرة المتوسطة بيوصل ل 20 أو 30 جنيه وفي أسماك أنواع تانية أغلى، زى الدنيس والمرجان والسبيط أسعارها غالية بتوصل ل 60 جنيه وأكثر، لكن السمك متاح لكل الناس بكل مستواياتهم أما اللحوم والدواجن أسعارها مش متاحه لكل الناس".

عالم خفي .. 

وقال الحاج ممدوح صياد "السمك أنواعه كتيرة في منها اللى بتسمعى عنه ومنها حجات ماسمعتيش عنها قبل كدة عالم البحر ميعرفوش غير ربنا".


وتابع، الأسماك المعروفة زي الشراغيش، الدنيس، الفراخ (نوع من أنواع السمك يطلق عليه اسم الفراخ)، والجمبرى، والكابوريا، والمرجان، والمياس، والدراك، والسبيط، والموزة، والبربون ".

وذكر أن كل نوع يختلف سعره من حيث الحجم، وكذلك طرق طهى السمك منها: المشوى والمقلى والشوربة الصيادية، والصينية والسمك السنجارى(المحشو بالخضار).

من الفجر للمغرب .. 

أما حسين وهو من الصيادين الشباب فتحدث عن مواعيد العمل في شهر رمضان ومدة رحلات الصيد موضحًا أنها لم تختلف كثيرًا عن مواعيد العمل في الأيام العادية حيث تكون بعد صلاة الفجر حتى الظهر للصيد بالشبك، ومن فترة المغرب لصباح اليوم التالي للصيد بالصنارة.

وقال، خلال شهر رمضان يقوم الصيادون بالإفطار الجماعي أكثر من مرة مما يزيد الترابط وروح العمل بينهم وتربعت الأسماك على المائدة الرمضانية لاهل الإسكندرية هذا العام خاصة مع الارتفاع الجنوني لأسعار اللحوم والدواجن.


سحور الإسكندرانية يحلى .. عند ألبان سويسرا وسيف

سحور الإسكندرانية فى رمضان - تصوير أسماء محمد
كتبت - أسماء محمد

رمضان هو شهر "اللمة" سواء مع العيلة أو الأصحاب، في إسكندرية التجمع مش بيكون وقت الفطار بس، ده كمان بيكون وقت السحور ويمكن أغلب العائلات أو الصحاب اتجهوا خلال السنين الأخيرة لأختيار أمكان مفتوحة يتجمعوا ويتسحروا فيها، لأن الإحساس بشهررمضان وأجوائه دايمًا بيكون أحلى وسط التجمعات اللي أحيانًا ممكن تبقى مع ناس متعرفهمش لكن بتحسهم عيلتك الكبيرة اللي بتختم معاهم ليلة رمضانية قبل ما تستقبل يوم صيام جديد، ليلة حلوة يرن فيها صوت الضحك وتكتر فيها الحكاوي.

"مصر الناس"، عملت جولة علشان تعرفكم على أكتر أماكن السحور المفضلة عند الإسكندرانية، اللي ممكن يقفلوا شوارع بالكامل علشان يتسحروا من غير ما يحسبوا أن ده غلط  لآن همهم بيكون يضموا ناس أكتر ليهم تظهر بيهم ومعاهم فرحة شهر رمضان حتى ولو كان مكان التجمع ميجيش كام متر على بعضه!

ألبان سويسرا ..

على الرغم من مساحته الصغيرة إلا أنه من أحب أماكن السحور عند الإسكندرانية، لأن له بصمته الخاصة بخلطة الجبن اللي بيزودها على كل الأصناف اللي بيقدمها.


في " ألبان سويسرا " تلاقي بطاطس بالجبنة، بيض بالبسطرمة بالجبنة، جمبري بالجبنة، بانيه بالجبنة، سوسيس بالجبنة، كله عند ألبان سويسرا بالجبنة لأنه ملك الجبنة.

ولو هنتكلم عن الحلو يبقى لازم نتكلم عن طبق القشطة بالعسل بالحلاوة والنوتيلا، لو أنت مش اسكندراني لازم تيجي وتجرب.

وألبان سويسرا في الأصل عبارة عن "بقالة" صغيرة موجودة بمنطقة كامب شيزار التابعة لحي وسط واشتهرت لما صحابها قرروا يعملوا "بيزنس" صغير وحولوا جزء من البقالة لمطعم صغير واعتمدوا في الأصناف اللي بيقدموها على منتجات بيبعوها في البقالة.

ألبان سيف ..

أما لو عايزين سهرة رمضانية في بحري يبقى عليكم وعلى ألبان سيف الموجود تحديدًا في حي الجمرك الشعبي، الحي اللي تشم فيه ريحة الصيادين وتاريخ صناعة السفن وجدعنة ولاد البلد.


القاعدة هناك تحسس الواحد بالجو الرمضاني بتاع زمان اللي كلنا بقينا بنفتقده، سحور خفيف وسط صحابك وعيلتك عند ألبان سيف مع استمتاعك بهوا البحر وريحة اليود وتقوم تنهي سحورك بكوباية شاي من عند قهوة فاروق، ساعتها هتحس بجو شهر رمضان على أصوله.

الأحد، 12 يونيو 2016

شهر رمضان يحقق مكاسب "غير عادية" لتجار بورسعيد


صورة أرشيفية

كتبت - أحلام المنسى 

تشتهر مدينة بورسعيد منذ زمن، برواج الحركة التجارية داخل أسواقها مما جعلها مركزًا تجاريًا يقصده الزبائن من مختلف المحافظات المصرية. ولأن شهر رمضان المبارك شهرًا مميزًا يُضفي آثاره على الجوانب المعيشية إلى جانب الروحية منها، فهو يترك بصمته على مسار الحركة التجارية.

"مصر الناس" توجهت إلى الاسواق البورسعيدية وحاورت بعض التجار الذين تحدثوا عن حركة الشراء خلال الشهر المعظم.

"محل ملابس جاهزة فى بورسعيد" - تصوير أحلام المنسى
يرى "أحمد صبحي" تاجر الملابس الجاهزة الحريمي، والذي يعمل بالتجارة منذ 15 عامًا، أن حركة التجارة في شهر رمضان تزداد معدلاتها خلافًا للأيام العادية نظرًا إلى حلول عيد الفطر بعد الشهر الكريم لافتًا قدوم زبائه من محافظات مختلفة مثل: السويس والإسكندرية والاسماعيلة ودمياط وغيرها من المحافظات.

وبسؤاله عن حقيقة استغلال التجار الفترة الأخيرة من الشهر ورفعهم الأسعار الناس قال: "هذا غير صحيح بل على العكس التاجر يُفضل خفض الأسعار في تلك الفترة ليبيع ما تبقى لديه من بضاعة ولأنه يكون جنى بالفعل مبلغًا كبيرًا من المال في أول شهر رمضان". وواصل حديثه، بعد الشهر الكريم تقلّ الأسعار أكثر ويكون الإقبال مرتفعًا لتفضيل بعض الزبائن الشراء في غير أوقات الازدحام.

"محل أحذية رجالى فى بورسعيد" - تصوير أحلام المنسى
من جانبه، يعتبر "وليد عثمان" تاجر أحذية رجالي، يعمل بالتجارة منذ 6 أعوام، أن معدل إقبال زبائن المحافظات الأخرى للشراء من بورسعيد انخفض في آخر 3 سنوات، وأن الاعتماد الأكبر بات على زبائن بورسعيد، أما زبائن المحافظات الأخرى مثل دمياط والمنزلة والقاهرة والإسكندرية فعلى الأغلب هم يأتون ضمن رحلات وزارة الشباب والرياضة.

ويقول، أن معدل الشراء في أول الشهر يكون ضعيفًا جدًا ويتحسن في آخر 10 أيام من الشهر الكريم، وتظل الأسعار ثابتة من أول الشهر حتى آخره. يشعر وليد بالأسف نتيجة ارتفاع اسعار الأحذية المصرية الصنع، والتي أصبحت تتقارب أسعارها مع الأحذية المستوردة مما يدفع معظم الزبائن للعدول عن الشراء بعد معرفة السعر. مضيفًا " مواد التصنيع غلت على المصنع فالمصنع بيغلّي علينا فإحنا مبنغليّش على الزبون عشان ميمشيش لكن مفيش فايدة ".

وأوضح أن الإقبال بعد شهر رمضان ضعيفًا جدًا، وأن التجارة في بورسعيد أصبحت " مواسم ومناسبات فقط "، على عكس ما كان يحدث منذ عدة سنوات، قائلاً: "مكنتيش تعرفي تمشي في الشارع من الزحمة والمغتربين والرحلات وناس من الصعيد ومصر كلها طول السنة ".

واتفق التاجران على أن الشراء يرتفع بعد الإفطار وصلاة التراويح من الساعة 9 مساءًا حتى 1 صباحًا، وأن المنطقة الحرة أصبحت فائدتها محدودة للغاية في الفترة الأخيرة.

الخميس، 9 يونيو 2016

الكابد .. الحاضر الدائم على المائدة النوبية في رمضان

أرشيفية

أسوان – فاطيما صفوت

جاء شهر رمضان وأهلت روائحه داخل البيوت والمساجد , وانتشرت مظاهره بالشوارع والحارات ومع حلوله بدأت المرأة النوبية تشمر عن ساعديها , لاداء التجهيزات الرمضانية النوبية التي توارثتها من جيل لآخر وظلت محتفظة بها لإحياء روح النوبة المتسمة بالجمال والبساطة.

وجرت العادة مع حلول أول أيام الشهر الفضيل, احتواء سفرة الطعام النوبية على نوع مميز من الخبز كان يتم خبزه في النوبة القديمة يُسمى " الكابد " ( باللغة النوبية لأهالي التهجير/الفاديجية ) أو " الخماريت " ( باللغة النوبية الدارجة في معظم قرى محافظة أسوان/الكنوز) .

وهناك نوعان من هذا الخبز , النوع الاول وهو " الكابد أو الخماريت " يتميز بعجينة سميكة بينما يُطلق اسم " الشدي أو الكاجيه " على النوع الثاني وهو عبارة عن عجينة رقيقة .

مكونات الخبز

تقوم المرأة النوبية بتجهيز مقادير عجينة الخبز التي تتكون من دقيق وماء وكربونات الصوديوم وملح ثم تُترك المكونات بعد خلطها تختمر لمدة عشر دقائق ثم تبدأ بتسويته .

التسوية

وقديماً كانت تسوية الخبز , تتم داخل فرن كبير مصنوع من الطين كان يُوضع في حجرة مخصصة للخبز ويتم إشعاله عن طريق حرق القش بداخله ثم توضع كميات صغيرة من العجين على " الديو " أي الدوكة لبضع دقائق حتى تكتمل تسويته.

وحديثاً بات يتم تسوية " الكابد" عن طريق الشعلة المتمثلة في" بوتجاز" صغير ذا شعلة واحدة أو من خلال "البوتجاز " التقليدي المتوفر في معظم المنازل.

ولا يقتصر تقديم خبز " الكابد " على شهر رمضان فحسب إلى جانب طبق الملوخية " الاتر / جاكود" (باللغة النوبية) أو البامية " ويه / جوندوه " باللغة النوبية حيث يتم تقديمه أيضاً أول أيام عيد الفطر بعد خلطه باللبن والسمن البلدي كوجبة أساسية بعد أداء صلاة العيد مباشرة .

كما يُقدم الخبز النوبي في أول أيام عيد الاضحى إلى جانب الحساء واللحم " أرج/كوسو" ( باللغة النوبية). ولازالت البيوت النوبية تتمسك بتقاليد إعداد مع إدخال إضافات جديدة عليها.

الأربعاء، 8 يونيو 2016

جولة ل " مصر الناس " في القيسارية لرصد أشكال فانوس 2016


كتبت - رندا ثروت و زينب محسن

رغم الغلاء وارتفاع أسعار السلع , إلا أن فانوس رمضان الذي يرجع بداية ظهوره إلى الدولة الفاطمية ويتمتع بأشكال مختلفة , يظل حاضراً بقوة في الأسواق المصرية واضعاً بصمته كأحد مظاهر الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل.

"مصر الناس" قامت بجولة في القيسارية أحد أشهر الأسواق بمحافظة أسيوط ، والتي تتميز عن غيرها من الأسواق بأن لها بعد تاريخي كما تزخر بالاجواء الرمضانية حيت ازدحام المارة لشراء احتياجاتهم من مأكولات وحلويات ترتبط بالشهر الكريم وآباء يشترون لأولادهم الفوانيس لإدخال البهجة إلى نفوسهم.

بإبتسامة لا تخلو من الرضا تحدث إلينا جابر البربري بائع الفوانيس ذو ال 45 عاماً الذي افترش أمامه مجموعة من الفوانيس والزينة الرمضانية وكان واقفاً بصحبه أطفاله , عن حركة شراء الفوانيس لعام 2016.

وقال : بعدما كان سعر الفانوس يتكلف 10 جنيهات أصبح الآن يصل الى 30 و 70 بل 100 جنيه .

وتابع بنبرة هادئة , " لكن الأطفال مالهمش ذنب والاهالي حريصة تشتريلهم فوانيس" . 


وهنا قطعت الحديث سيدة تصطحب طفل تغمر السعادة وجهه لرغبته في اقتناء فانوس , متسائلة عن أسعار الفوانيس إلا أن الاسعار المرتفعة بدت لا تتوائم مع ميزانيتها مما أدى لتراجعها عن الشراء الامر الذي حول ملامح طفلها من السعادة إلى الحزن.

والتقط جابر أطراف الحديث مجدداً موضحاً أن الفانوس " البلازما " يعد أكثر أشكال الفوانيس المفضلة لعملائه ذلك لأسعاره المناسبة حيث يُستخدم في تزيين المساجد والمحلات التجارية والمنازل.

وقال , أن طفل الريف يختلف في اختياره للفانوس عن طفل المدينة ، فالأول يفضل الشكل التقليدي للفانوس أما الثاني فيفضل الفوانيس الصينية والتي تتعدد أشكالها وتصدر أغاني رمضانية.

ويشهد هذا العام ظهور الفانوس الخشبى المفرغ "الأركيت" وفانوس الخيامية المصنوع من أقمشة الخيم الرمضانية.

و بضحكاتهم الطفولية قالا أبناء جابر زياد (7 سنوات) و سما ( 9 سنوات ) , أن والدهما يحرص على شراء فوانيس لهما كل رمضان رغم أنهما يحتفظان بالفوانيس القديمة .

وختم جابر حديثه قائلا : أن فانوس رمضان سيظل رمزاً للبهجة ينتقل من جيل إلى جيل عبر الأزمنة المختلفة .

وتعود بداية ظهور الفانوس إلى الخامس من رمضان عام 358 هجرية ، حيث خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمى ليلاً حاملين المشاعل والفوانيس ومرددين الهتافات والأغاني ، وقد أُعجب الخليفة بأشكال الفوانيس التي ابتكرها المصريون والتي أضاءت الطرقات ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس عادة رمضانية تتميز بها مصر ، وانتقل بعد ذلك إلى أغلب الدول العربية.