الاثنين، 4 أبريل 2016



معهد فؤاد الأول" تاريخ من الأصالة و العراقة "



كتبت: لمياء محمد  


على صفاف نهر النيل , وتحديداً في المنطقة الجنوبية الشرقية لمحافظة أسيوط يقف شامخاً مبنى قد تظن لوهلة أنه قصر ملكي , لما يتمتع به من تصميم مبهر يترك في نفس متأمله الشعور بالعظمة.
إنه معهد فؤاد الأول المعروف بعدة مسميات أشهرها " معهد الحمراء"ومعهد " أسيوط الثانوي بنين " ذلك لتميزه عن بقية معاهد محافظة أسيوط الأزهرية إلا أن معهد " أسيوط الديني العلمي الأزهري " يبقى المسمى الاصلي لهذا الصرح الذي تم تشييده في 19 من ذي القعدة سنة 1333هجرية الموافق 19 سبتمبر سنة 1915 ميلادية. 

يقول علي عبد الحافظ رئيس الإدارة المركزية لمنطقة أسيوط المدير الأسبق لمعهد فؤاد الأول ل " مصر الناس " أنه تم بناء المعهد بناءً على طلب الأهالي حيث لا يُعقل أن لا يكون هناك معهدًا أزهريًا في محافظة أسيوط مركز الصعيد ، غير أن الطلاب الفقراء كانوا يواجهون العديد من العقبات الخاصة بتكاليف السفر من أجل الدراسة بجامع الأزهر الشريف بالقاهرة فكانوا يُحرمون من الإلتحاق بمراكز مرموقة نظرًا لتوقف مستقبلهم على الدراسة بالقاهرة . 

وإذا أتيت للمعهد من الجهة الشمالية عبر شارع الثورة ستجده على جهتك اليسرى من ناحية حديقة الفردوس و أول ما يطالعك هو سور المعهد المشابه تماما لأسوار قصور الملوك ، فالسور به بنايات خرسانية مطلية بعجائن الرخام المطحون ذات لون ذهبي يبهرك و يشعرك بعظمته . 

وبالنسبة لتصميم المعهد , فإن ارتفاعه يبلغ 2.85 متر ، و طوله 144 متر ، بينما عرضه 28 متر ؛وقد بُنى سور المعهد من أعمدة تتوزع بطريقة منظمة للغاية تبدو مصنوعة على شكل حراب بطريقة متناسقة ودقيقة لها نهايات مدببة ارتفاعها 2.5 ، وتتزين تلك العمدان بثمانية نجوم حديدية متشابكة من الأسفل في صف واحد ، و من الأعلى تصنع عقدين متوازيين ، تنسجم كلها معًا مطعمة و مزخرفة بالزخارف الإسلامية المربعة الشكل ، و عُلقت الفوانيس النحاسية على العواميد بمسافات محسوبة لتنير الشارع . 

تتوسط المبنى الداخلي للمعهد نافورة مصنوعة من الأرابيسك وسط مساحة خضراء بين المبنى المكون من طابقين ارتفاعهما 18 متر تقريبًا . 




ويقول أحد العاملين بالإدارة , أن هذه النافورة لا تُقدر بثمن فهي ليست فقط مصنوعة بدقة بل أيضًا تبهر الأعين بجمالها الخلاب . 
وعندما تطأ أقدامك باب الخروج من المبنى المخصص للدراسة وتتجه نحو الباب الذي كان يأتي منه "الملك فاروق" عن طريق المرسى المخصص له ذو البوابة الحديدية المصممة على الطراز المعماري الإسلامي ، ستجد المسجد التابع للمعهد الذي بنى أيضًا على الطراز الإسلامي ، تجاوره الميضة المخصصة للوضوء . 

والمعهد المبنى منذ أكثر من قرن أرتاده الكثير من الطلاب و العلماء ، من مختلف محافظات الصعيد ، له تاريخ من الأصالة و العراقة ، تخرّج منه أعظم العلماء في مجالات عدة و بالرغم من ذلك إلا أن الدولة لم تلق اهتمامًا للطلبات الكثيرة المقدمة من المعهد من أجل ترميم هذه التحفة المعمارية . 




السمسمية بين التراث وأفراح البورسعيدية



كتبت – هدى مجدي


السمسمية هي بهجة بورسعيد نسبة لصانعها المعروف ب " صانع البهجة " فهي الضيف الحاضر في سهرات وأفراح محافظة بورسعيد التي أصبحت تحتضن مؤخراً جلسات سمر أسبوعية تُقام على شاطئها لإحياء أغنيات الفلكلور البورسعيدي على أنغام السمسمية.

آلة البحارة ..

السمسمية آله موسيقية ليست حديثة العهد والدليل بساطة المواد المستخدمة في صناعتها وهي تشبه كثيراً القيثارة الفرعونية.

وتُصنع السمسمية من صندوق صوت عبارة عن "طبق صاج" أو علبة خشبية و أحياناً كانت تُستخدم ظهر الترسة وهي السلحفاة المائية ويُضاف إليها طبقة رقيقة من الجلد و ثلاثة أذرع خشبية على هيئة مثلث و خمسة اوتار.

وتُعرف السمسمية أيضا بإنها آلة البحارة ذلك لإشتهارها في المدن الساحلية حيث كان يستخدمها البحارة والصيادون لترديد الأغاني التراثية والشعبية الخاصة بكل مدينة مما ساهم في إنتقال المعرفة بها من مدينة لأخرى عبر البحر .

نشأة السمسمية ..

ظهرت السمسمية  في بورسعيد مع بداية حفر قناة السويس (إبريل ١٨٥٩ - نوفمبر ١٨٦٩) و أول من أدخلها بورسعيد كان عامل حفر اسمه "عبدالله كبربر" تعود جذوره من السودان ، كان كبربر يعزف على آلة تسمى الطنبورة المعروفة بأنها  " أم السمسمية " نظراً لاستنساخ السمسمية منها لكن بشكل ابسط وأصغر و من هنا جاء اسم السمسمية , كما قال عم محمد غالي صانع السمسمية ل"مصر الناس" وأضاف :" الناس قالت نعمل حاجة خفيفة و مسمسمة عشان كدة اسمها السمسمية".

في عام ١٩٥٦ وقت العدوان الثلاثي على مدن القناة تم دمج آلة السمسمية مع ما يُسمى بالضمة و هو الفرح التقليدي في بورسعيد و كان عبارة عن حفلة صغيرة يجلس فيها الناس على هيئة دائرة ينضم فيها الناس لبعضهم البعض و من ثم أصبحت السمسمية آلة المقاومة الشعبية، كان يُعزف عليها أغاني المقاومة الشعبية و الأغاني الوطنية تارة و أغاني الافراح تارة أخرى.

كان من أشهر شعراء و مغنيين السمسمية في هذا الوقت كامل عبد العزيز عيد الملقب بشاعر المقاومة و مؤسس فرقة شباب النصر عام ١٩٥٦، مغني المقاومة محمود محمد السيد أبو صير الشهير "بكوثر"، محمد يوسف حسن زغلول الملقب "بكاتب السمسمية".

متحف التراثية ..

يقول عم محمد غالي و هو صانع السمسمية الأشهر في بورسعيد و في مصر كلها , إنه بدأ تصنيعها عام ٢٠٠٥ لأن في هذا التوقيت تراجع استخدام وتصنيع السمسمية ، فقرر أن يستقيل من عمله و يتفرغ لإحياء تراث السمسمية و حمايته من الإندثار.

و مع إعادة تصنع هذه الآلة بدأت بالإنتشار مرة أخرى و تم تطويرها حيث أصبح الآن عدد أوتارها يتجاوز العشرين وتراً و بدأ استخدام المعدات الصوتية الحديثة في صنعها.

 يقول عم محمد , إن آخر آلة قام ببيعها كانت سمسمية كهربائية تحتوي على جهاز " إلكتريك " يتم من خلاله ضبط المقامات و صوت الأوتار و مكبر صوتي وتبلغ تكلفة هذه السمسمية ١٠٠٠ جنيه مصرى  و هي أغلى سمسمية قام عم محمد بصنعها حيث تتراوح أسعار السمسمية من ٥٠ جنيه حتى ١٠٠٠ جنيه.

يمتلك عم محمد "متحف التراثية" و هو المتحف الوحيد في مصر و العالم لآلة السمسمية حيث يضم أشكال السمسمية البدائية و مراحل تطورها إلى ما وصلت عليه الآن و يضم أيضاً إحدى السماسم التي كان يعزف عليها في المقاومة الشعبية عام  ١٩٥٦، و بعض صور أشهر و أهم شعراء و عازفين السمسمية و تم إنشائه عام ٢٠١٣.





حكاية " فطوطة" أشهر رسام بالرمال في سوق أسوان السياحي


كتبت – دينا محمود

يعد محمود حسن محمد البالغ من العمر 33 عاماً الشهير " بفطوطة " من أمهر الرسامين بالرمال الملونة في السوق السياحي بأسوان ، فقد يجذبك ويبهرك عمله حينما تكون ماراً بالصدفة من جانب محله فمن يلمحه وهو يعمل يريد أن يبقى ليشاهد هذا العمل الفني الراقي إلي أن يستكمله وينهيه ليستمتع بروعة هذه الأنامل الذهبية في صنع المناظر الطبيعية الخلابة ورسم أشكال مختلفة كالأهرامات والجمال بالرمال الملونة بأحد الزجاجات.

"لم أعرف مهنة أخرى سواها " , بهذه الكلمات بدأ محمود يروي ل " مصر الناس" تاريخ دخوله هذه المهنة قائلاً : بعد أن أنهيت اداء الخدمة العسكرية قبل 12 سنة تقريباً  بدأت الإشتغال بمهنة الرسم بالرمال التي تعلمتها من شقيقي الأكبر داخل محل نملكه.

وأشار أنه كان يُلازم شقيقه يومياً ليتعلم منه أصول المهنة, ففي بداية الأمر كان الموضوع شاقاً بالنسبة إليه و لكن لم يستسلم قط , فيوماً بعد يوم ومرة تلو الأخرى وهو يراقب شقيقه جيدا ويحاول أن يقلده تغلب على تلك الصعوبات وفي وقت وجيز أصبح من أمهر الراسمين بالرمال الملونة .


رسوماته ودقته بالرسم وسرعته قد تخطفك حقاً فيستطيع في وقت قصير جداً أن يرسم 50 زجاجة دون أن يمل أو يضيق.

يقول محمود : " صنعتنا تحتاج إلى صبر وتركيز و دقة وثبات أيد ممكن رعشة بسيطة تخرب الرسمة تماماً ونضطر نعيدها من جديد ".

ويضيف : كان الرسم بالرمال هو عامل جاذب للمحل فيأتي الزبون ويعجبه زجاجة من الزجاجات المرسومة فيشتريها وقد يعجبه أشياء أخرى داخل المحل مثل الهدايا الفرعونية فيشتريها أيضا لأن جميع المحلات بالسوق السياحي تبيع الهدايا الفرعونية فهي عامل منافس بالنسبة لهم .

وبالنسبة للمواد المستخدمة في عمله , فتتكون من رمال ناعمة يتم جلبها من الشواطئ لأن أنواع الرمال الأخرى لا تصلح للرسم ثم يتم تلوينها بصبغات ملونة وتُصفى بمصفاة دقيقة, بعد ذلك تعبىء بالضغط داخل زجاجات عطر بواسطة سلكة وقمع  وتُغطى بمادة غراء أبيض حتى تتماسك الرمال ولا تنسكب .

و أوضح : السياحة كانت هي دعمنا الرئيسي فمنذ أن تراجع الإقبال السياحي بشكل ملحوظ أصبح عملنا "خفيف" .

ورداً على سؤال حول كيفية تدبير إحتياجات المعيشة في ظل هذه الأوضاع ومدى تحقيق مكاسب من عدمها,أجاب قائلاً : السياحة الداخلية كانت بتساعدنا قليلا أحسن من مفيش والحمد لله الأرزاق على الله.

وأشار أن أكثر الجنسيات التي تهتم وبشكل واضح بالأعمال اليدوية هي الجنسيات اليابانية والصينية والتايوانية فهم يقدرون هذا العمل جيداً  خلافاً للمصريين الذين لا يقدرون هذا الفن الراقي و قد يفاصلون أيضاً.

يطمح محمود أن يتمتع أولاده بحظ أحسن من حظه و أن يكملوا مراحل التعليم العالي ويصبحوا ذوي مكانة مرموقة بالمجتمع  حتى لا يواجهوا شقاء الحياة مثله.





السبت، 2 أبريل 2016

الجامع العتيق في أسيوط .. كنز أثري يُعاني الإهمال



كتبت رندا ثروت

يزخر صعيد مصر بالعديد من الكنوز الثقافية , التي لا تحظى بحقها في الأهتمام والعناية . ويأتي الجامع الكبير الكائن في محافظة أسيوط والذي يعود تاريخ بناؤه للعصر الأموي ضمن هذه الكنوز. وتُفيد السجلات التاريخية أن الجامع الكبير تم تشييده عام 1923.

ويعتبر واحداً من أكثر المساجد اتساعاً كما يتميز بإرتفاع مأذنته التى تتكون من قاعدة مربعة وأربعة طوابق وتتحول القاعدة المربعة إلى طابق مثمن عن طريق أربع مثلثات مقلوبة وتنتهى المئذنة بقمة مخروطية الشكل .

عراقة التصميم


عند دخولك إلى المسجد الذي تبلغ مساحته 3000 متر مربع يأتيك الشعور بالعراقة لما يُميز تصميمه من زخارف تمثل الطراز المعماري الإسلامي .

وواجهة المسجد الشرقية تعتبر الواجهة الرئيسية وتطل على شارع المحضر، وهناك إنكسار بطرفها الشمالى يفتح به المدخل الرئيسى للجامع ، وتحتوي هذه الواجهة على سبع دخلات مستطيلة أما الواجهة الشمالية الغربية يتوسطها المدخل الثانى للجامع وعلى جانبي المدخل توجد ثمانية دخلات مستطيلة ، بالإضافة للواجهة الجنوبية التي تشتمل على أربع دخلات مستطيلة ، وتشتمل على فتحة شباك مستطيل تعلوه نافذة صغيرة معقودة بعقد مدبب ،وتتماثل دخلات هذه الواجهة في شكلها مع دخلات الواجهتين الشرقية والشمالية الغربية.

و يتميز المسجد بألوانه البنية المتدرجة أما الفرش يكسوه اللون الأخضر .

المسجد العمري

يقول أحمد سليمان رئيس مجلس إدارة هيئة الأثار ل" مصر الناس" , إن الجامع الكبير كان يُسمى بالمسجد العمري نسبة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما لم يقتصر قديماً على اداء العبادات بل كان أداة تواصل بين الوالي أو الحاكم وشعبه. وتابع , " المسجد عُرف بعدة أسماء منها الجامع العتيق،الجامع الأموي والجامع الكبير" .

وبالنسبة لتصميم الجامع أوضح سليمان , أن له مدخلان يطل الأول وهو الرئيسى على شارع المحضر بينما يطل المدخل الثانى على شارع الجامع الكبير، ويحيط بكتلة المدخل إطار حجرى بارز به لوحة مستطيلة من الرخام دون عليها نص تجديد الجامع والتي تم تنفيذها بالحفر الغائر وكُتبت بخط النسخ.

وتتضمن اللوحة المذكورة النص التالي : " تم بناء هذا الجامع فى عهد حضرة صاحب الجلالة ملك مصر المعظم فؤاد الأول حفظه الله وإفتُتح لدراسة العلم وإقامة الشعائر عام 1923.

واختتم حديثه , بأن هناك برنامج بالتعاون مع مركز الإعلام تحت اسم " أجمل بلد بلدى" لتعريف الناس بأهمية تلك الكنوز الثقافية وتشجيعهم على التردد عليها .

ونظراً لمجاورة عدد من المساجد للمسجد العتيق , يقل عدد المترددين عليه حيث يبلغ حوالي 150 مصلي يومياً.

الحنانة ... مهنة تتقنها مصريات الجنوب



كتبت – فاطيما صفوت

" الحنة روح المناسبة عندينا  والعروسة من غير حنة متبجاش عروسة " , هكذا بدأت مروة بشيرأبنة قرية جبل تقوق بالنوبة ( جنوب مصر) حديثها حول عملها ك " حنانة " أي  رسامة حنة كما يطلق الأهالي  في أسوان على من يشتغلون بتلك المهنة حيث استعرضت تاريخ رسم الحنة وطرقها المختلفة.

في البداية قالت مروة  ل " مصر الناس " , إن شهرة أسوان بالحنة ترجع لوجود النوبيين بها فهم يعشقون استخدام الحنة منذ القدم بطرق مختلفة كما أنها تعد سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم  فضلا عما تبعثه من راحة نفسية على مستخدمها أما الآن لم يعد استخدامها قاصراً على أهالي أسوان أو النوبة فحسب وإنما باتت الوافدات من النساء تسخدمها لأغراض جمالية متنوعة.

                         بصراحة أحلى

وروت أسباب حبها لهذا الفن قائلة " حبي الشديد للرسم وتشجيع والدتي لتنمية هذه الهواية إضافة إلى عمل أقاربي بهذا المجال كلها أمور دفعتني للأنخراط بهذا العمل ".

 وأضافت أنها كانت تذهب اليهم في صغرها لأخذ بواقي "قراطيس الحنة" وترسم لأصحابها في القرية حتى التحقت بنشاط الرسم بمدرستها الثانوية حيث التقت هناك بصديقات لهن نفس الهواية .
وبعد إنتهاء الدراسة , قمن بتأسيس مشروع كوافير خاص بهن أطلقن عليه اسم
" بصراحة أحلى " لتجهيز العرائس .

واستكملت حديثها مشيرة أن  تجهيز الحنة قديماً كان يتم بعجن حنة عادية نقوم بتنقيتها عبر المصفاة "الغربال" عدة مرات  ثم نضيف لها مياه "الصبغة الحجر" وهى المواد التي يتم جلبها من عند العطار ثم نقوم بغليها بالماء على النار ثم نصفيها لنعجن بها الحنة ذلك بعد وضع قطرات من "المحلبية" وهى عبارة عن زيت معطر للترطيب  نأتي به من السودان  يتميز بإضفاء اللون الاحمر  على الجلد وفي النهاية نعبئها "بالقراطيس" المخصصة وبهذا تكون جاهزة للرسم.

ولنجاح طباعة الرسمة علي اليد  قديماً كان هناك ثلاثة طرق :

1)عبر الحنة الحمراء: كانت هذه الطريقة تتم بعجن الحنة العادية بالمحلبية فقط ,ثم توضع لفترة من الوقت وتغسل لتظهر باللون الاحمر في النهاية.

2)عبر الدخان: وذلك من خلال إحضار خشب النخيل المخصص للحنة وإحراقه ثم إطفائه, لاستخدام الدخان المتصاعد منه عبر وضع اليد فوقه ولفها جيدا لاحكام الدخان عليها ,وذلك لفترة حتي طباعة الرسمة جيداً , ويُقال أن هذه الطريقة مفيدة لأنها تخرج الرطوبة من هذه الأماكن.

3)عبر الأكسجين الطبي من الصيدلية : من خلال أكسجين طبي ذو تركيز معين من الصيدلية ووضع قطنة به وتمريرها على الرسمة عدة مرات حتي تطبع , وهذه الطريقة لمن لا يستطيع تحمل الدخان.

                        ورود ومربعات

أما الحنة الآن فأصبحت تعجن "بالصبغة البايجن" التي يتم جلبها من السودان بدلاً من "الصبغة الحجر" وذلك بعد منع عجن الحنة بها في السودان  ونظراً لان بعض طباع النوبيين هي نفسها طباع السودانيين خاصة فيما يخص استخدامات الحنة سارت أسوان على نهجها في هذا التغيير .

وبالنسبة لرسومات الحنة , فهى عبارة عن أشكال متداخلة من الورود والمربعات
وغالباً ماكانت تميل العرائس لرسومات عديدة أما الآن فالإتجاه بات نحو البساطة.

وتتراوح أسعار رسومات العرائس بين 350 إلى 500 جنيه أما بالنسبة للفتيات تتراواح الأسعا بين 30 إلى 70 جنيه.

وأنهت مروة حديثها مبتسمة قائلة , أتمنى أن يصبح لمحلنا فروع كثيرة في مصر وخارجها وأن نقوم بتدريب فتيات كثيرات على رسم الحنة كما تمنت أن يسعى كل شخص لتحقيق حلمه . 



"جُمعة"..أشهر نجار يدوى بالإسكندرية والبخت ضايع

"عم جمعة" ٥٠ سنة نجارة -  تصوير نرمين عصام الدين

كتبت- نرمين عصام الدين

يشتهر حى الأنفوشي في مدينة الإسكندرية بصناعة السفن، فتنتشر هناك عشرات الأكشاك المصطفة إلى جوار بعضها، منذ عشرات السنين، ربما تتأسف على حالها لما تعانيه من إهمال المسؤولين سواء لأصحاب تلك الأكشاك أو كبار الحرفيين الذين لا يملكون دخولاً مادية ثابتة.

من بين هؤلاء، محمد جمعة، نجار سبعيني تحمل ملامح وجهه قسوة الزمان بينما تُشع يديه بخبرة أضفاها الزمان.

عبر محمد جمعة محطات بتلك المهنة، وصولاً للمكان الذى يريده، ويقضي به حالياً بقية عمره، بعدما صاحبته مطبات الحياة التي لم يحصد منها سوى مهارة وخبرة تمكن من توظيفها في تصنيع القطع الخشبية اليدوية ذات الأشكال المميزة بصورة تتماشى والتراث القديم.

قضى عم جمعة قرابة الخمسين عاماً، يعمل بمهنة النجارة، بهيئة ميناء الإسكندرية، حتى تقاعده، من ثم عرض عليه أحد مالكي ورش تصنيع السفن العمل معه للإستفادة من خبراته في تصنيع القطع الخشبية .



قال جمعة لـ " مصر الناس " : أنه شعر بشىء من إنعدام الأهمية، عند تقاعده على المعاش، وربما بالراحة التى لم يلتفت إليها من قبل بعد 50 عاماً من العمل والجهد والمثابرة، إلى أن استقل دكاناً صغيراً يُمارس فيه عمله الخاص بتصنيع الخشب يدوياً، فلم يكن المعاش وقيمته 500 جنيه يكفيه ويلبي إحتياجات المعيشة .

وأضاف، تتميز حرفتي بالتفرد في منطقة الأنفوشي بالكامل لكنه وصف المنطقة بـ " محدودة الرزق " حيث يكفي بالكاد ما يتحصل عليه من رزق متطلباته .

وعن إنتاجه قال : " بصنّع سفن خشبية وعربات كارو تتراوح سعر القطعة الواحدة ما بين 150 إلى 700 جنيه حسب طلب الزبون".

سيارة خشبية قام بصناعتها "عم جمعة"

وتابع "المهنة دي محدش بيشتغلها دلوقتي وأنا واللي زيي يتعدوا على الصوابع".

وأنهى حديثه داعياً المسؤولين بالمحافظة إلى الاهتمام بالحرف اليدوية على اختلاف أنواعها والترويج لها بعدد من الإعلانات المدعمة وتنظيم ورش لتنمية المهارات لتأهيل جيل جديد للعمل بهذه الصناعة التي شارفت على الإندثار.