السبت، 2 أبريل 2016

"جُمعة"..أشهر نجار يدوى بالإسكندرية والبخت ضايع

"عم جمعة" ٥٠ سنة نجارة -  تصوير نرمين عصام الدين

كتبت- نرمين عصام الدين

يشتهر حى الأنفوشي في مدينة الإسكندرية بصناعة السفن، فتنتشر هناك عشرات الأكشاك المصطفة إلى جوار بعضها، منذ عشرات السنين، ربما تتأسف على حالها لما تعانيه من إهمال المسؤولين سواء لأصحاب تلك الأكشاك أو كبار الحرفيين الذين لا يملكون دخولاً مادية ثابتة.

من بين هؤلاء، محمد جمعة، نجار سبعيني تحمل ملامح وجهه قسوة الزمان بينما تُشع يديه بخبرة أضفاها الزمان.

عبر محمد جمعة محطات بتلك المهنة، وصولاً للمكان الذى يريده، ويقضي به حالياً بقية عمره، بعدما صاحبته مطبات الحياة التي لم يحصد منها سوى مهارة وخبرة تمكن من توظيفها في تصنيع القطع الخشبية اليدوية ذات الأشكال المميزة بصورة تتماشى والتراث القديم.

قضى عم جمعة قرابة الخمسين عاماً، يعمل بمهنة النجارة، بهيئة ميناء الإسكندرية، حتى تقاعده، من ثم عرض عليه أحد مالكي ورش تصنيع السفن العمل معه للإستفادة من خبراته في تصنيع القطع الخشبية .



قال جمعة لـ " مصر الناس " : أنه شعر بشىء من إنعدام الأهمية، عند تقاعده على المعاش، وربما بالراحة التى لم يلتفت إليها من قبل بعد 50 عاماً من العمل والجهد والمثابرة، إلى أن استقل دكاناً صغيراً يُمارس فيه عمله الخاص بتصنيع الخشب يدوياً، فلم يكن المعاش وقيمته 500 جنيه يكفيه ويلبي إحتياجات المعيشة .

وأضاف، تتميز حرفتي بالتفرد في منطقة الأنفوشي بالكامل لكنه وصف المنطقة بـ " محدودة الرزق " حيث يكفي بالكاد ما يتحصل عليه من رزق متطلباته .

وعن إنتاجه قال : " بصنّع سفن خشبية وعربات كارو تتراوح سعر القطعة الواحدة ما بين 150 إلى 700 جنيه حسب طلب الزبون".

سيارة خشبية قام بصناعتها "عم جمعة"

وتابع "المهنة دي محدش بيشتغلها دلوقتي وأنا واللي زيي يتعدوا على الصوابع".

وأنهى حديثه داعياً المسؤولين بالمحافظة إلى الاهتمام بالحرف اليدوية على اختلاف أنواعها والترويج لها بعدد من الإعلانات المدعمة وتنظيم ورش لتنمية المهارات لتأهيل جيل جديد للعمل بهذه الصناعة التي شارفت على الإندثار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق