الأحد، 22 مايو 2016

مصطفى عثمان.. والخلطة غير السرية لتحقيق الأحلام



أسماء حمودة

مصطفى عثمان ابن أسيوط مثال عملي لما ينبغي أن يكون عليه رائد الأعمال؛ فهو يفشل ويتعلم من اخطاءه ويكرر المحاولة إلى أن ينجح، هو شجاع كفاية لاتخاذ قرارات جريئة يصحح بها مساره، حتى لو رأى من حوله عكس ذلك، هو مغامر ويحب التجريب والاكتشاف، وفوق هذا كله، يعرف تماما ما يحبه وما يريده ويسعى إليه ويخلص له إلى أقصى حد، ورغم أن كل هذه الصفات ليست سرا ويمكن للجميع السعي لاكتسابها وتطويرها، لكن قليلون فقط هم من يبذلون المجهود الكافي لفعل ذلك وتحقيق أحلامهم، ومصطفى واحد من هؤلاء.


بروفايل:

مصطفى عثمان، المدير التنفيذي لشركة رقمية، مواليد أسيوط عام 1986، وخريج كلية الحاسبات والمعلومات.

بعد عدة سنوات قضاها طفلا في السعودية حيث كان يعمل والده، عاد مصطفى إلى بلده أسيوط ليبدأ المرحلة الإعدادية، وليبدأ معها في تنفيذ الكثير من الأحلام التي ادخرها لنفسه أثناء إقامته خارج مصر، فقد ارتبط بجهاز الكمبيوتر منذ وقت مبكر وبات شغوفا به، لدرجة أنه قرر أن يكون مجال دراسته وعمله بعد ذلك، وهو ما استطاع تحقيقه بالفعل، بعد تحديات كثيرة.

بعد أربع سنوات قضاها في كلية الهندسة في قسم الكمبيوتر، اكتشف أن ما يدرسه ليس هو ما رغب فيه منذ البداية، فقد كان يدرس هناك الهندسة الصناعية، فكان قراره الذي فاجأ من حوله في البداية وهو أن يبدأ الدراسة من البداية في كلية الحاسبات والمعلومات، وكان قرارا صعبا خاصة على أسرته، ولكن سرعان ما أقنعهم تفوقه في كليته الجديدة بأنه كان القرار السليم.

أثناء الدراسة أطلق مع زملائه مبادرة لمساعدة الطلاب على الربط بين الجانب النظري في الكلية والجانب العملي في سوق العمل تحت اسم "اتعلم"، وهي المبادرة التي انتشرت في 10 جامعات مصرية، ولكنها لم تستمر لقلة الخبرة وكونه المسئول عن كل شيء، فلم يزده ذلك إلا إصرارا ورغبة فى محاولة جديدة.

بدأ العمل كمصمم ودفعته رغبته في التعلم بشكل أفضل إلى الانتقال من أسيوط إلى القاهرة، وهناك التحق بالعمل فى عدة شركات للتسويق الرقمي، ولكنه توقف عن العمل كموظف بدوام كامل، وقرر البحث عن أماكن مختلفة لاكتساب الخبرة والتعلم، حيث انضم كمدرب للتسويق الرقمي في أحد المراكز التدريبية الشهيرة بالقاهرة، وكان يعود لأسيوط كل فترة لتنظيم دورات خاصة لأبناء مدينته، وهو ما ألهمه بخطوته التالية.

المواهب التي تعرف عليها في دوراته التدريبية في أسيوط عرفته أن هناك الكثير من المواهب في الصعيد التي تحتاج فرص مثل هذه للتعلم والانطلاق، ولكن لا توجد أماكن كافية لاعطائهم هذه الفرصة خارج القاهرة، وهو ما حمسه لإطلاق مشروع يحل هذه المشكلة ويستفيد فيه بخبرته التي اكتسبها في التسويق الرقمي على مدى 8 سنوات، وهكذا ولدت "رقمية" الشركة الناشئة التي أسسها مصطفى بنفسه، والتي حققت نجاحا طيبا في تدريب الكثير من أبناء الصعيد على التكنولوجيا والتسويق الرقمي، بالإضافة لنجاحها في العمل في تصميم وتطوير المواقع وابتكار حلول تسويقية للعديد من العملاء المميزين في الصعيد.

موقع شركة رقمية على الإنترنت

صفحة رقمية على فيسبوك

----------------------------------------------


ريادة الأعمال Entrepreneurship 

تعنى «إنشاء عمل حر يتسم بالإبداع ويتصف بالمخاطرة»، ومن تعريفاتها أيضاً العمل على فكرة جديدة، تهدف إلى تقديم شيء جديد، يُحقّق فائدةً للمجتمع.

ورائد الأعمال Entrepreneur هو ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو أختراع جديد إلى ابتكار ناجح. يتسم الرائد بصفات منها:

  • وجود هدف طموح, وهي القوة التي تدفعه لبناء الشركة.
  • رؤيا مدعومة بالعديد من الأفكار القوية المحددة الفريدة أي جديدة في السوق.
  • رؤية شاملة واضحة لكيفية تحقيق هذا الهدف حتى وإن لم تكتمل التفاصيل فيتّسم بالمرانة وقابلة للتطوير.
  • تقوية النفس ودعمها بأمل كبير وعاطفة جياشة نحو تحقيق الهدف.
  • وضع استراتيجية لتحويل حلمه إلى واقع ملموس وتنفيذها بالإصرار والتصميم.
  • المبادرة للوصول لنجاح فكرته.
  • المخاطرة محسوبة التكاليف والكيفية من حيث الوصول إلى السوق أو إنشائه، وكيفية تلبية احتياجات العملاء.
  • إقناع الأخرىن للانضمام إليهم والمساعدة.
  • إيجابية وصناعة قرار.

وهناك رواد عرب منهم:

  • خالد بشارة مؤسس شركة لينك دوت نت
  • فادي غندور مؤسس شركة اللوجستيات العالمية أرامكس
  • طارق نور مؤسس وكالة إعلانات TN holding
  • نجيب ساويرس رئيس أوراسكوم للإتصالات و أوراسكوم للتكنولوجيا

روّاد مشاهير:

  • بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت للبرمجيات
  • هنري فورد مؤسس شركة فورد
  • ستيف جوبز مؤسس شركة آبل للحواسب
  • مارك زوكربيرج مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك
  • لاري بايج وسيرجي برين الشركاء المؤسسون لشركة جوجل  
  •  
 روابط مفيدة: 

مسجد بدر الطابية يُخلد ذكرى أول مدرسة حربية في الجنوب

 كتبت – بسمة رشاد علي

عندما تطأ قدماك أرض محافظة أسوان , لا تفوت فرصة زيارة مسجد الطابية , ذلك المسجد الذي توثق جدرانه

تاريخ الدولة المصرية في بداية العصر الحديث.

مسجد الطابية تم تشييده على قمة عالية حيث يقع بين شمال وجنوب المدينة و سُميت المنطقة المحيطة به بنفس الاسم.

ويُعتبر مسجد الطابية بمثابة فنار المحافظة، بدأ العمل به في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وافتُتح في عهد الرئيس الراحل أنور السادات حيث يشهد جميع الاحتفالات الدينية خاصة صلاة عيدي الفطر والأضحى المبارك.

ويعد المسجد من المزارات السياحية بأسون فهو تحفة معمارية مصممة على الطراز المملوكى , تبلغ مساحته 700متر وتزينه الزخارف الاسلامية ذات ألوان مبهجة من الداخل والخارج وله مئذنتان عاليتان.

وبالنسبة لأعمدة المسجد فيبلغ عددها 24 عاموداً دائرياً و8 دعامات ترتكز عليها عقود تشبه حدوة الفرس مطعمة بالارابيسك وتحيط بالمسجد حديقة تجمع أفضل وأندر انواع ازهور.

ولكن إذا رجعنا إلى الوراء لأكثر من قرن , سنجد أن هذا المكان كان عبارة عن طابية أمر محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة بإنشاء مدرسة حربية عليها في 8 أغسطس سنة 1821 لتكون مقراَ لأول كلية حربية تستهدف تعليم فنون القتال وبناء قوام الجيش المصري.

وكان محمد على يضطلع للتخلص من الجنود المرتزقة وبناء البذرة الأولى لجيش مصر الحديث, فكان الحل من وجهة نظره هو تدريب جيل مصرى جديد داخل هذه المدرسة التي امتدت دراسة البرنامج الواحد فيها لثلاث سنوات . 



يُذكر أن إبراهيم باشا ابن محمد علي كان قد انضم إلى صفوف طلاب الكلية الحربية ، الذين وجه محمد على رسالة لهم فى محرم سنة 1238 هـ ( 29 سبتمبر 1822 ) قائلا: " اليكم يامفاخر الاماثل والاقران بكباشية جنودنا الجاهدية المقيمين فى أسوان وضباطهم من رتبة الصاغ قول اغاسى واليوزباشى والملازمين وحاملي الاعلام والضباط الآخرين نبلغكم ان سلك الجهادية الشريف هو أعز المسالك وأكرمها من الوجهتين الدينية والشعبية"

كانت تتكون المدرسة من جيش المشاة وعددهم 96999 جندي بينما بلغ عدد الفرسان 11684جندي فيما كانت قوة فرقة المدفعية يقودها 11600 جندي .

بعد فترة طويلة انتقلت المدرسة إلى محافظة قنا، ثم محافظة أسيوط، ثم تحول مقرها إلى القاهرة، و مع مرور الزمن اندثرت آثار المدرسة الحربية في أسوان و بدأ الزحف العمراني من حول منطقة الطابية الامر الذي قرر معه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنشاء مسجد بدر"الطابية" في مكان المدرسة الحربية لتخليد ذكراها إلى أن افتتحه الرئيس الراحل أنور السادات.

شارع النبى دانيال ... رمز لحرية المعتقد الدينى ومكتبة للبسطاء بالإسكندرية


كتبت – دينا النجار

يقع على بعد أمتار من ميدان محطة الرمل ، وميدان سعد زغلول بالإسكندرية ، شارع النبي دانيال أحد أهم شوارع المحافظة ، بل وأكثرهم توافداً يومياً من قبل المارة .

تعود أهمية الشارع , لاحتضانه الديانات السماوية الثلاثة ممثلة في دور عبادتها حيث يوجد بالشارع الكنيسة المرقسية التي بناها القديس مرقس مبشر المسيحية في مصر ، ومعبد إلياهو اليهودى الذي يتوافد علية اليهود حتى الآن رغم قلة عددهم الملحوظة في مصر بالوقت الحالي بالإضافة إلى مسجد النبي دانيال الذي يقام فيه شعائرصلوات المسلمين .

جمع هذا الشارع بين المعتقدات الدينية لليهود والنصارى والمسلمين ، دون تفرقة أو تمييز أو أضطهاد .

وبات الشارع مؤخراً يشتهر بتجارة الأجهزة الإلكترونية كما يتواجد به أقدم سوق لبيع الكتب بالإسكندرية .

حكايات زمان

"كان في أجانب بيجوا كتير يزوروا الشارع وكانوا بيجوا للمعبد اليهودى والجامع والكنيسة دلوقتى الزيارات قلت عن زمان " ، بهذة الكلمات بدأت أم محمد صاحبة محل خردوات بالشارع في سرد تاريخ الشارع ل " مصر الناس ", مبرزة التغيرات التي طرأت عليه واصفة الشارع بمزار سياحي لوجود معالم آثرية دينية فيه ومراكز ثقافية محيطة به .

وأعتبرت التوترات الأمنية الحالية أحد اسباب تراجع عدد الزيارات للمعالم الآثرية بالمنطقة .

فيما قال الحاج أحمد من أقدم اصحاب أكشاك بيع الكتب فى المكان : " أنا اقدم حد هنا زمان كانوا بيجوا أجانب ويشتروا الكتب المترجمة عن التاريخ دلوقتى محدش بيهتم ".

ولفت أن معدلات البيع حالياً تقتصر على الروايات والقصص حيث أنخفضت مبيعات الكتب العلمية والتاريخية وكتب اللغات .

وأخذ الحاج أحمد على المحافظة هدم وتبوير أكشاك الكتب الموجودة بالحي معتبراً هذه الأكشاك بمثابة مكتبة الإسكندرية للبسطاء والطلاب .

والنبي دانيال هو أحد أنبياء بني إسرائيل بينما سُمي مسجد النبي دانيال بهذا الاسم نسبة للعالم العراقي محمد بن دانيال الموصولي، وهو أحد شيوخ المذهب الشافعي في العراق ، و الذي قدم للإسكندرية وتوفى ودُفن في ضريح داخل المسجد .

التخطيط الهيبودامي

وعن تاريخ الشارع روى لنا الشيخ عبدالله ،حارس عقار قائلا... " أصحاب العمارة جابونى أحرسها بعد انتشار أخبار عن حفر جوة عمارات الشارع بيتقال أن تحتها آثار ".

وروي ل "مصر الناس" قصص الممرات الموجودة أسفل شارع النبي دانيال , والتي تم اكتشافها بعد حادثة سقوط سيدة فى حفرة بالشارع.

ويرجع بناء الممرات للإسكندرالأكبر الذي أنشئ الشارع فى القرن السادس عشر قبل الميلاد ، وتم بناء الممرات لمقاومة الهجمات التي تأتى عن طريق البحر .

ويعود الإعتقاد بوجود آثار أسفل الشارع ، نظراً لأنه شارع رئيسي من شوارع الإسكندرية القديمة، يتوسطه العديد من المناطق الحيوية بالاسكندرية .

وتم بناء الحي المجود فيه شارع النبي دانيال على طراز التخطيط " الهيبودامي " ويعني الشكل الشبكي أو رقعة الشطرنج . ويتوسط المركز الثقافي الفرنسي شارع النبي دانيال كما يقع على بعد أمتار من تقاطعه مركز الخرية للإبداع أحد أهم المراكز اثقافية بالمحافظة .




الخميس، 12 مايو 2016

"عمرو" غريب في وطنه.. والهجرة تبدو كسبيل وحيد


فاطيما صفوت

الهجرة ليست فقط الهجرة من بلد لآخر، فالبعض يشعر بالغربة بين أهله وفي وطنه, وقد تكون هذه أصعب أنواع الغربة.

"عايزين ناكل عيش بالحلال, فسيبونا بدل ما تحطمونا أو وفروا لنا بدايل لإننا تعبنا". هكذا بدأ "عمرو عوض" قصته معنا من أمام عربة معجناته الصغيرة التي تحمل اسم "بيتزاتو سوريا" الكائنة بميدان عمائر الأمن بمدينة أسوان.ن

عربة صغيرة حولها زحام، يقف عليها شاب أسمر يرتدي ملابس رياضية مرتبة، عليها مريلة زرقاء صغيرة، يجذبك إليه ابتسامته المشرقة التي لا تفارق وجهه وحديثه اللبق مع الجميع. يصنع ويبيع معجنات، تحديدا بيتزا, وابتكاره الذي يسميه "بيتزا ساندويش".

"عمرو عوض" الشاب النوبي حاصل على دبلوم الصنايع في الزخرفة, يعيش مع أسرته حتى الآن بالرغم من اقترابه من عامه الثلاثين كحال معظم الشباب المصري, بدأ حياته العملية منذ المرحلة الابتدائية لحبه الاعتماد على النفس والعمل, فانجذب للمطبخ على خلاف الشباب, حتى أصبح شابا يافعا وعمل بمطابخ في فنادق عديدة في الإسكندرية والغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالي وبورسعيد وتوشكى, انتهاءا بدولة الامارات, ولايزال يستمتع بتشجيع أهله في تحضير العشاء لهم أحيانا, فيبتسم قائلا " ده انا عليا شوية فول احلى من هنيدي في سور الصين العظيم".

"فكرت في مشروع العربية بعد ما حسيت بالملل وقعدتي طولت في البيت, وشغلي في السياحة بسبب ظروف البلد". وعن سبب إطلاقه اسم "بيتزاتو سوريا" على العربة قال "لان سوريا اصل المعجنات الحلوة, وانا بعمل حاجة حلوة ونضيفة مش عشان الفلوس, لكن لإني بحب الناس تاكل حاجة حلوة وتشجعني برأيها".

فجاة ينقض الحزن على ملامح عمرو بسبب مشاكله المستمرة مع البلدية "أكبر مشكلة بتواجهني هي البلدية, لانهم هددوني كذا مرة بأخد العربية برغم اني طلعت لهم كارنيه السياحة بتاعي كمبرر لوقفتي, بس مفيش فايدة خدوا بطاقتي وعملوا لي محضر معرفش وصل لايه لحد دلوقتي"، فلا يجد أمامه عند مجيء البلدية كل مرة سوى جمع أغراض مصدر رزقه الوحيد مسرعا والهرب كالطائر الفار من صياده كحال معظم البائعين الجائلين في مصر العاملين بدون تراخيص.

يغضب عمرو ويندهش لتفرقة البلدية بينه وبين بائع مثيل له يتركوه يمارس عمله "هما بيسيبوا ناس وييجوا على ناس وده مينفعش معلش, والممنوع المفروض علي الكل من غير تفضيل لاي سبب, ولا ايه؟!".

"يعني الانسان ولا الزبالة؟ شايفة صندوق الزبالة الكبير اللي جمبي ده, بيبقى مغرق الشارع زبالة ولا حياة لمن تنادي ومش بيدولوا مخالفة, وانا الانسان باتعب عشان شغلي وبانضف حواليا طول الشغل بيدوني مخالفة, أوقات مبفتحش منه والله".

غير أنه لم يستسلم "انا قدمت على كرفان على الكورنيش بس ده حباله طويلة لسه, وعارف ان وقفتي كده في الشارع غلط بس ده اللي في ايدي, خليهم "البلدية" يدونا مكان نقف فيه ميكونش غلط طيب".

كل هذا دفع عمرو في النهاية للتفكير والتجهيز للهجرة "عارف ان السفر مش حل بس حاسس اني غريب في بلدي, وانا ابن ناس برضه وهناك كنت بتعامل احسن من كده ,عشت 3 سنين في الامارات مشفتش حاجة وحشة في المعاملة والله يادوب بطلع كارنيه السياحة والإقامة بس اما بيطلب كمان, حتي اهلي قالوا سافر بدل ما تتشحطط هنا".

تقدر عدد العمالة المصرية بالخارج (ما بين هجرة مؤقتة ودائمة) الي 3ملايين و549 ألف و780 عامل في مختلف الدول العربية والأجنبية - تقرير لوزارة القوى العاملة والهجرة 2014/2015


ورغم هذا مازال يحلم بمستقبل أفضل لمصر وأهلها "بحلم بكل حاجة حلوة لبلدي والناس ترتاح, وبقول للشباب كافحوا واستغلوا مواهبكم اللي ربنا ادهالكم ,لان كل واحد فينا جواه موهبة ميعرفهاش غير نفسه". فتعجبت لأنه لم يذكر شيء لنفسه, فسألته "وبتحلم بإيه لعمرو؟", فابتسم قائلا "بحلم أعيش مبسوط ومرتاح البال, وأكون أسرة ان شاء الله, وفي السفر اللي عايزه ربنا هيكون في النهاية, ولعلمك انا اول مرة أتكلم مع حد غير ربنا".
وكم من (عمرو) بيننا لا نعلم متى تنتهي غربتهم..

الجلاب..آيس كريم الصعيد صُنع نجع حمادي

الجلاب في أقماع الفخار أثناء تصنيعه

نورهان دسوقي-شيماء شوقي

على بعد أمتار قليلة من مدينة نجع حمادي إحدى مراكز محافظة قنا تقع قرية القناوية، تلك القرية التي يعيش أغلب سكانها على مصدر رزقهم الوحيد "الجلاب"، تلك الحلوى الصعيدية التي تشبه في شكلها الآيس كريم، حيث تعد قرية القناوية المكان الوحيد في نجع حمادي وفي قنا بل في مصر الذي يتفرد بصناعة الجلاب، اعتمادا على وفرة العسل الأسود المادة الخام الأساسية لصناعته، ويوجد بالقناوية قرابة العشرين مصنعا، وهى مصانع بدائية بسيطة تستخدم آلات يدوية.

في بداية الأمر يتم إحضار العسل الأسود من العصارات ثم يوضع في أحواض من خمس لست ساعات تقريبا، ثم يوضع في قدر ويعرض لدرجة حرارة عالية نسبيا ويوضع به كمية قليلا من مادة الكربوناتو أو ما يعرف علميا بمادة "بيكربونات الصوديوم"، ليصبح لزجا وثقيلا قليلا، ثم يصب في أقماع مصنوعة من الفخار ليأخذ شكله النهائي على هيئة أقماع جلاب تشبه أقماع الآيس كريم ويصبح جاهزا للأكل.


يقول عم عبده صاحب المصنع أنه بعد إعداد الجلاب يتم تقسيمه، فبعضه يتم اعطاءه لـ "السريح" وهو شخص يأخذ الجلاب ليبيعه فرط في شوارع المدينة بسعر نص جنيه للقطعة الصغيرة وجنيه للقطعة الكبيرة، وبعضه الآخر يتم تغليفه وحفظه إما لإرساله لبيعه بمحافظات وجه بحري وقبلي مثل أسوان وسوهاج والأقصر والإسكندرية والسويس ودمياط والقاهرة، فضلا عن إرساله إلى بعض البلاد العربية مثل السعودية والكويت وقطر وغيرها، حيث يأخذه بعض الأهالي كزيارة أو يتم تخزينها لبيعها في الشتاء، لأن صناعة الجلاب صناعة موسمية تتم في شهور الصيف فقط، حيث ترتبط بمحصول القصب وبصناعة العسل في الصيف.

يضيف محمد بكير أحد العاملين بالمصنع "أعمل بهذه المهنة من أيام أبي وجدي، كبرنا لقيناها وورثناها عنهم, فأغلب أهل القرية يعملون بها سواء في تصنيعها أو كسريحة بالجلاب في شوارع المدينة أو المحافظات, قد تواجهنا بعض المشكلات في صناعة الجلاب فأحيانا يكون سعر العسل مرتفعا نتيجة لارتفاع سعر القصب مما يؤثر على صناعة الجلاب".