الاثنين، 4 أبريل 2016

حكاية " فطوطة" أشهر رسام بالرمال في سوق أسوان السياحي


كتبت – دينا محمود

يعد محمود حسن محمد البالغ من العمر 33 عاماً الشهير " بفطوطة " من أمهر الرسامين بالرمال الملونة في السوق السياحي بأسوان ، فقد يجذبك ويبهرك عمله حينما تكون ماراً بالصدفة من جانب محله فمن يلمحه وهو يعمل يريد أن يبقى ليشاهد هذا العمل الفني الراقي إلي أن يستكمله وينهيه ليستمتع بروعة هذه الأنامل الذهبية في صنع المناظر الطبيعية الخلابة ورسم أشكال مختلفة كالأهرامات والجمال بالرمال الملونة بأحد الزجاجات.

"لم أعرف مهنة أخرى سواها " , بهذه الكلمات بدأ محمود يروي ل " مصر الناس" تاريخ دخوله هذه المهنة قائلاً : بعد أن أنهيت اداء الخدمة العسكرية قبل 12 سنة تقريباً  بدأت الإشتغال بمهنة الرسم بالرمال التي تعلمتها من شقيقي الأكبر داخل محل نملكه.

وأشار أنه كان يُلازم شقيقه يومياً ليتعلم منه أصول المهنة, ففي بداية الأمر كان الموضوع شاقاً بالنسبة إليه و لكن لم يستسلم قط , فيوماً بعد يوم ومرة تلو الأخرى وهو يراقب شقيقه جيدا ويحاول أن يقلده تغلب على تلك الصعوبات وفي وقت وجيز أصبح من أمهر الراسمين بالرمال الملونة .


رسوماته ودقته بالرسم وسرعته قد تخطفك حقاً فيستطيع في وقت قصير جداً أن يرسم 50 زجاجة دون أن يمل أو يضيق.

يقول محمود : " صنعتنا تحتاج إلى صبر وتركيز و دقة وثبات أيد ممكن رعشة بسيطة تخرب الرسمة تماماً ونضطر نعيدها من جديد ".

ويضيف : كان الرسم بالرمال هو عامل جاذب للمحل فيأتي الزبون ويعجبه زجاجة من الزجاجات المرسومة فيشتريها وقد يعجبه أشياء أخرى داخل المحل مثل الهدايا الفرعونية فيشتريها أيضا لأن جميع المحلات بالسوق السياحي تبيع الهدايا الفرعونية فهي عامل منافس بالنسبة لهم .

وبالنسبة للمواد المستخدمة في عمله , فتتكون من رمال ناعمة يتم جلبها من الشواطئ لأن أنواع الرمال الأخرى لا تصلح للرسم ثم يتم تلوينها بصبغات ملونة وتُصفى بمصفاة دقيقة, بعد ذلك تعبىء بالضغط داخل زجاجات عطر بواسطة سلكة وقمع  وتُغطى بمادة غراء أبيض حتى تتماسك الرمال ولا تنسكب .

و أوضح : السياحة كانت هي دعمنا الرئيسي فمنذ أن تراجع الإقبال السياحي بشكل ملحوظ أصبح عملنا "خفيف" .

ورداً على سؤال حول كيفية تدبير إحتياجات المعيشة في ظل هذه الأوضاع ومدى تحقيق مكاسب من عدمها,أجاب قائلاً : السياحة الداخلية كانت بتساعدنا قليلا أحسن من مفيش والحمد لله الأرزاق على الله.

وأشار أن أكثر الجنسيات التي تهتم وبشكل واضح بالأعمال اليدوية هي الجنسيات اليابانية والصينية والتايوانية فهم يقدرون هذا العمل جيداً  خلافاً للمصريين الذين لا يقدرون هذا الفن الراقي و قد يفاصلون أيضاً.

يطمح محمود أن يتمتع أولاده بحظ أحسن من حظه و أن يكملوا مراحل التعليم العالي ويصبحوا ذوي مكانة مرموقة بالمجتمع  حتى لا يواجهوا شقاء الحياة مثله.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق