الاثنين، 4 أبريل 2016

السمسمية بين التراث وأفراح البورسعيدية



كتبت – هدى مجدي


السمسمية هي بهجة بورسعيد نسبة لصانعها المعروف ب " صانع البهجة " فهي الضيف الحاضر في سهرات وأفراح محافظة بورسعيد التي أصبحت تحتضن مؤخراً جلسات سمر أسبوعية تُقام على شاطئها لإحياء أغنيات الفلكلور البورسعيدي على أنغام السمسمية.

آلة البحارة ..

السمسمية آله موسيقية ليست حديثة العهد والدليل بساطة المواد المستخدمة في صناعتها وهي تشبه كثيراً القيثارة الفرعونية.

وتُصنع السمسمية من صندوق صوت عبارة عن "طبق صاج" أو علبة خشبية و أحياناً كانت تُستخدم ظهر الترسة وهي السلحفاة المائية ويُضاف إليها طبقة رقيقة من الجلد و ثلاثة أذرع خشبية على هيئة مثلث و خمسة اوتار.

وتُعرف السمسمية أيضا بإنها آلة البحارة ذلك لإشتهارها في المدن الساحلية حيث كان يستخدمها البحارة والصيادون لترديد الأغاني التراثية والشعبية الخاصة بكل مدينة مما ساهم في إنتقال المعرفة بها من مدينة لأخرى عبر البحر .

نشأة السمسمية ..

ظهرت السمسمية  في بورسعيد مع بداية حفر قناة السويس (إبريل ١٨٥٩ - نوفمبر ١٨٦٩) و أول من أدخلها بورسعيد كان عامل حفر اسمه "عبدالله كبربر" تعود جذوره من السودان ، كان كبربر يعزف على آلة تسمى الطنبورة المعروفة بأنها  " أم السمسمية " نظراً لاستنساخ السمسمية منها لكن بشكل ابسط وأصغر و من هنا جاء اسم السمسمية , كما قال عم محمد غالي صانع السمسمية ل"مصر الناس" وأضاف :" الناس قالت نعمل حاجة خفيفة و مسمسمة عشان كدة اسمها السمسمية".

في عام ١٩٥٦ وقت العدوان الثلاثي على مدن القناة تم دمج آلة السمسمية مع ما يُسمى بالضمة و هو الفرح التقليدي في بورسعيد و كان عبارة عن حفلة صغيرة يجلس فيها الناس على هيئة دائرة ينضم فيها الناس لبعضهم البعض و من ثم أصبحت السمسمية آلة المقاومة الشعبية، كان يُعزف عليها أغاني المقاومة الشعبية و الأغاني الوطنية تارة و أغاني الافراح تارة أخرى.

كان من أشهر شعراء و مغنيين السمسمية في هذا الوقت كامل عبد العزيز عيد الملقب بشاعر المقاومة و مؤسس فرقة شباب النصر عام ١٩٥٦، مغني المقاومة محمود محمد السيد أبو صير الشهير "بكوثر"، محمد يوسف حسن زغلول الملقب "بكاتب السمسمية".

متحف التراثية ..

يقول عم محمد غالي و هو صانع السمسمية الأشهر في بورسعيد و في مصر كلها , إنه بدأ تصنيعها عام ٢٠٠٥ لأن في هذا التوقيت تراجع استخدام وتصنيع السمسمية ، فقرر أن يستقيل من عمله و يتفرغ لإحياء تراث السمسمية و حمايته من الإندثار.

و مع إعادة تصنع هذه الآلة بدأت بالإنتشار مرة أخرى و تم تطويرها حيث أصبح الآن عدد أوتارها يتجاوز العشرين وتراً و بدأ استخدام المعدات الصوتية الحديثة في صنعها.

 يقول عم محمد , إن آخر آلة قام ببيعها كانت سمسمية كهربائية تحتوي على جهاز " إلكتريك " يتم من خلاله ضبط المقامات و صوت الأوتار و مكبر صوتي وتبلغ تكلفة هذه السمسمية ١٠٠٠ جنيه مصرى  و هي أغلى سمسمية قام عم محمد بصنعها حيث تتراوح أسعار السمسمية من ٥٠ جنيه حتى ١٠٠٠ جنيه.

يمتلك عم محمد "متحف التراثية" و هو المتحف الوحيد في مصر و العالم لآلة السمسمية حيث يضم أشكال السمسمية البدائية و مراحل تطورها إلى ما وصلت عليه الآن و يضم أيضاً إحدى السماسم التي كان يعزف عليها في المقاومة الشعبية عام  ١٩٥٦، و بعض صور أشهر و أهم شعراء و عازفين السمسمية و تم إنشائه عام ٢٠١٣.





هناك تعليق واحد: