الأربعاء، 8 يونيو 2016

جولة ل " مصر الناس " في القيسارية لرصد أشكال فانوس 2016


كتبت - رندا ثروت و زينب محسن

رغم الغلاء وارتفاع أسعار السلع , إلا أن فانوس رمضان الذي يرجع بداية ظهوره إلى الدولة الفاطمية ويتمتع بأشكال مختلفة , يظل حاضراً بقوة في الأسواق المصرية واضعاً بصمته كأحد مظاهر الاحتفال بقدوم الشهر الفضيل.

"مصر الناس" قامت بجولة في القيسارية أحد أشهر الأسواق بمحافظة أسيوط ، والتي تتميز عن غيرها من الأسواق بأن لها بعد تاريخي كما تزخر بالاجواء الرمضانية حيت ازدحام المارة لشراء احتياجاتهم من مأكولات وحلويات ترتبط بالشهر الكريم وآباء يشترون لأولادهم الفوانيس لإدخال البهجة إلى نفوسهم.

بإبتسامة لا تخلو من الرضا تحدث إلينا جابر البربري بائع الفوانيس ذو ال 45 عاماً الذي افترش أمامه مجموعة من الفوانيس والزينة الرمضانية وكان واقفاً بصحبه أطفاله , عن حركة شراء الفوانيس لعام 2016.

وقال : بعدما كان سعر الفانوس يتكلف 10 جنيهات أصبح الآن يصل الى 30 و 70 بل 100 جنيه .

وتابع بنبرة هادئة , " لكن الأطفال مالهمش ذنب والاهالي حريصة تشتريلهم فوانيس" . 


وهنا قطعت الحديث سيدة تصطحب طفل تغمر السعادة وجهه لرغبته في اقتناء فانوس , متسائلة عن أسعار الفوانيس إلا أن الاسعار المرتفعة بدت لا تتوائم مع ميزانيتها مما أدى لتراجعها عن الشراء الامر الذي حول ملامح طفلها من السعادة إلى الحزن.

والتقط جابر أطراف الحديث مجدداً موضحاً أن الفانوس " البلازما " يعد أكثر أشكال الفوانيس المفضلة لعملائه ذلك لأسعاره المناسبة حيث يُستخدم في تزيين المساجد والمحلات التجارية والمنازل.

وقال , أن طفل الريف يختلف في اختياره للفانوس عن طفل المدينة ، فالأول يفضل الشكل التقليدي للفانوس أما الثاني فيفضل الفوانيس الصينية والتي تتعدد أشكالها وتصدر أغاني رمضانية.

ويشهد هذا العام ظهور الفانوس الخشبى المفرغ "الأركيت" وفانوس الخيامية المصنوع من أقمشة الخيم الرمضانية.

و بضحكاتهم الطفولية قالا أبناء جابر زياد (7 سنوات) و سما ( 9 سنوات ) , أن والدهما يحرص على شراء فوانيس لهما كل رمضان رغم أنهما يحتفظان بالفوانيس القديمة .

وختم جابر حديثه قائلا : أن فانوس رمضان سيظل رمزاً للبهجة ينتقل من جيل إلى جيل عبر الأزمنة المختلفة .

وتعود بداية ظهور الفانوس إلى الخامس من رمضان عام 358 هجرية ، حيث خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمى ليلاً حاملين المشاعل والفوانيس ومرددين الهتافات والأغاني ، وقد أُعجب الخليفة بأشكال الفوانيس التي ابتكرها المصريون والتي أضاءت الطرقات ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس عادة رمضانية تتميز بها مصر ، وانتقل بعد ذلك إلى أغلب الدول العربية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق