حنان الميهي
لكل المجالات موسمًا خاصًا بها، فهناك موسم خصومات الصيف وخصومات الشتاء على الملابس، وحينها تجد المولات ممتلئة بالمشتريين، ولربما وجدت زحامًا على بعض السلع الاستهلاكية قرب رمضان والأعياد، إلا أن الكتب، صانعة الثقافة وبانية الأجيال، قلما تجد عليها إقبالا كثير، إلا فقط في موسمها الكبير، والمتمثل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، فهنا فقط تستطيع أن ترى الزحام على الكتب والثقافة!
وفي هذا الزحام على الكتب لا يستطيع من اشترى كتابا جديدا الصبر حتى الذهاب للبيت لكي يتصفحه، فهؤلاء الشباب قرروا أن يتصفحوا ما اشتروه من الكتب قبل ان يغادروا المعرض، ولكي يعرفوا ما الكتب المتبقية التي لم يشتروها بعد.
ولربما من المهم أن يكون لديك قائمة بالكتب التي تريد شراؤها من المعرض، وذلك حتى لا تقع فريسة لهذا الكم الهائل من الكتب الممتعة، والتي تغري كل من يراها، وحينها ستجد نفسك في أزمة مالية كبيرة.
وإذا ما تركت مخيمات الكتب ومشيت قليلا، تجد نفسك أمام المسرح المكشوف، لتستمع بالغناء الذي يُطرب النفوس، حيث يقدم المعرض في دورته التاسعة والأربعين بجانب الكتب، العديد من الفعاليات من إلقاء للشعر والغناء، حيث تغنى الأطفال بمعرض الكتاب في عرض مقدم بالأزياء الفرعونية، وقدموا حفلا شدوا فيه بالأغاني التراثية الوطنية بأصواتٍ شجية وعذبة.
وبالرجوع مرة أخرى إلى الكتب تجد أن المعرض يحفل بالعديد من الطوائف والفئات، فلم يقتصر على فئة دون غيرها، حيث يضم الكبار والصغار، المصريين وغير المصريين من جنسياتٍ شتى جمعها فقط حب الثقافة والقراءة.
ومع جولة في أرض المعرض تكتشف أن المعرض يعد مكان للفسح العائلية بامتياز، حيث افترشت الأسر المصرية في أول أيام المعرض الأرض مستمتعةً بالجو الثقافي رغم هذا الجو الممطر، فإن أردت أن تذهب في فسحة عائلية ثقافية لمعرض الكتاب تنصحك مصر الناس أن تأخذ ما يكفي معك من النقود لشراء الكتب، ولا داعي لاصطحاب وجبات منزلية ففي المعرض العديد من الأماكن التي تستطيع أن تشتري منها طعامًا، ولكن احرص على أن ترتدي معطفا في هذا الجو البارد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق