الأحد، 7 يوليو 2019

«فسحة هبة» للأكل البيتي.. من هواية إلى مشروع


مصر الناس
كتبت-زينب محسن
بين اعتراض الأهل ورفضهم اندماجها في المجتمع خوفًا عليها من نظرة المجتمع وتعامله القاسي معها وبين رغبتها فى تحقيق ذاتها والاعتماد على دخل مادي مستقل، استطاعت هبة التغلب على ذلك بالتحدي والإصرار والمغامرة حتى حققت نجاحًا جدر بـ"مصر الناس" أن يلقي الضوء عليه.
هبة زكريا فؤاد، 35 عامًا، حاصلة على معهد فني تجاري، مقيمة بأسيوط، تزوجت فى العشرينات من عمرها، تُوفي زوجها منذ ثلاث سنوات، لتجد نفسها مسؤولة عن طفلين؛ مهند 9 سنوات، أروى 4 سنوات.
بدأت هبة في سرد قصتها، قائلة: "عندما تزوجت كان زوجي يعمل بأبو ظبي وحينما ترك العمل عاد إلى أسيوط وأقام مشروعًا خاص به لكنه بعد فترة قصيرة تُوفي، وبالتالي توقف المشروع وشعرت فى تلك اللحظة بأن مصيري أنا وأولادي مجهول، فكان لابد أن أبحث عن وظيفة حتى أتمكن من تغطية مصاريف البيت وجربت العمل فى عدة مجالات كان الشيء المشترك بينها هو طول الوقت وقلة الراتب بمعنى آخر جهد كبير مقابل ثمن قليل ما جعلني أشعر بالتقصير فى بيتي وبحق أولادي، بالإضافة إلى أنني لم أشعر بذاتي في كل أي منها".
 وتابعت: "فكرت أفتح مطعم، ووجدت صعوبة من ناحيتين الأولى اعتراض الأهل على نزول الشارع والتعامل مع الآخرين فكانوا يرددون جملة (مش هتقدرى تتعاملى مع الناس، نزول الشارع مش ليكي، الناس هتستغلك لأنك بنت ضعيفة) أما الناحية الثانية هي الحصول على قرض، فقد سمعت أنه حرام بالإضافة إلى تعقيدات مسؤولي الحي والإجراءات والشروط والضمانات، كل ذلك كان سبب فى تراجعى عن الفكرة، واستسلمت ولكن أهلي عرضوا عليا أخذ معاش والدي لتغطية مصاريفي كما أن خوفهم أيضًا جعلهم يرفضون فكرة المعيشة أنا وأولادي ببيت الزوجية بسبب كلام الناس".
رغم ذلك لم تستطيع هبة إخراج فكرة الاستقلال المادي من ذهنها، ففكرت فى فرصة عمل غير تقليدية وبدون مغادرة المنزل وترك الأولاد وبعيدًا عن روتين الوظائف المتاحة بحثت داخلها عن أكثر شيء تستطيع القيام به بإتقان وحب.
وفى هذا ذكرت هبة: "من زمان عندي هواية الطبخ وكنت أداوم على مشاهدة قنوات الطبخ، والاحتفاظ بوصفات الأكلات وتنفيذها بإتقان ففكرت استغل هوايتي في مشروع خصوصًا أن المطبخ جاهز بمشتملاته والفترة دي كانت مشروعات الأكلات البيتي ليست منتشرة ولكن كانت مشكلتي هي كيفية التسويق للمنتجات".
وبسؤالها عن صاحب الفضل فى تسويق الفكرة، أجابت هبة قائلة: "بحكم سكني فى فريال كنت معتادة الصلاة بجامع مكة فى المناسبات وأحيانًا الجمعة واتعرفت على الحجة نور المسؤولة عن الجامع من خلال جمع التبرعات من المصليات وإخراج الزكاة ومساعدة المحتاجين وأصبحت صديقة لي، وفي يوم عرضت عليها الفكرة فقررت الحجة نور الإعلان عنها بعد صلاة الجمعة ولاقت الفكرة إعجاب كثير منهن خصوصًا أنها مصدر ثقة بالنسبة لهن وبالفعل بدأت في تلقي الطلبات عن طريق التليفون".
واستطردت: "ومع مرور الأيام فكرت في إنشاء جروب على "فيسبوك" وده كان في 2016، وأطلقت عليه "فسحة هبة" وبدأت أعرض وصفات الاكلات ثم  صور لأكلاتي الخاصة منها الجاهز  على الأكل ومنها الجاهز للتسوية، وعندما تزايدت الطلبات ولحرصي على إنتاج أكل طازة وجدت أنني بحاجة إلى ديب فريزر فاشتريته لحفظ الطعام".
وحول سبب تسمية مشروعها بهذا الاسم، أوضحت: "فضلت أن يكون الاسم جذاب وفي نفس الوقت ينتابه غموض النطق حتى يثير الانتباه فهو يشير لمعنيين، الأول بضم الفاء ويعني وقت الاستراحة الذي يأخذه الطلاب في المدارس بين الحصص لتناول الأكل، والثاني بفتح الفاء ويعنى الزاوية أو الركنة التي تجمع الأسرة وقت العصر لتناول الغذاء وتداول الحكايات".
وعن المعوقات التي واجهتها، سردت: "أول المشكلات كانت غلاء أسعار، الذي عقب تعويم الجنيه،  ما أدى لانخفاض معدلات البيع، مع ذلك حاولت الحفاظ على زبائني من خلال العروض والتخفيضات على الأكل رغم الخسارة، والثانية هي العمل بمفردي طوال الوقت، ما جعلني في أغلب الوقت أرفض أوردرات كثيرة  لقلة الوقت والمجهود الفردي".
وتقدم هبة في مشروعها مختلف الوجبات الغذائية؛ الهمبورجر والبانيه والمعكرونة بأنواعها، الفراخ واللحوم والأسماك، والطواجن، ومن الحلويات؛ الديسباسيتو، والتورت والسينابون، وتتراوح الأسعار من 10 جنيهات إلى 200 جنيه، مشيرة إلى توريدها الطعام إلى إحدى حضانات الأطفال.
 وأعربت هبة  عن افتخارها بما حققته خاصة بعدما در المشروع ربحًا وفيرًا، وتمكنها من رفع نسبة الإقبال على طعامها من  40% إلى 85%، بمفردها، ناهية حديثها بهذه الكلمات "فكرت كتير واتهاجمت أكتر لكن في الآخر القرار كان قراري ونجاحي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق