الجمعة، 5 يوليو 2019

محمد حسنين هيكل.. الغائب الحاضر في «الأهرام»


مصر الناس
كتبت-أسماء باسل، رندا ثروت، صابرين عبد الجليل (نتاج ورشة تدريبية)
بالرغم من رحيل الكاتب والمفكر العربي محمد حسانين هيكل، قبل عامين، تظل سيرته دائمًا حاضرة، وتبرز أهمية الصحافة في صنع القرارات السياسية وتأثر مجرياتها وتوجهاتها بالسياسة، وكيف صنعت علاقة بين الإعلام والسياسة وأنظمة الحكم، وثبتت ذراعها في قصور الحكم وموطن صنع القرار.
وجعلت الصحافة من الفقيد صوتًا جماهيريًا في بهو قصور الحكم، وبالرغم من عدم مقدرته على التعبير بشكل كامل عن آمال الجماهير، إلا أنه صوتًا يتحدث في أروقة لا توفر إمكانية للتعبير المباشر.
في غرفة هادئة بالطابق الأرضي بمبنى جريدة «الأهرام»، وواجهة زجاجية تكشف عما وراءها من محتويات تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، يقبع مكتب «هيكل» الذي شهد سنوات طويلة من عمله، كصحفي سياسي في فترة ضجت بكثير من الأحداث الهامة في تاريخ مصر إبان ثورة يوليو وما تلاها من أحداث داخلية وإقليمية، جعلت من الصحافة السياسية مرتكزًا هامًا وحلقة وصل أساسية بين الساسة والشارع المصري والعربي.
جانب من متحف «هيكل» داخل مؤسسة «الأهرام»
وقررت «الأهرام» تشكيل متحفًا بسيطًا يحوي أهم متعلقات «هيكل» التي صاحبت مشواره في الجريدة منذ الخمسينيات وحتى عام 1971، مثل مكتبه الخاص وهواتفه التي كان يستقبل عليها محادثاته، منهم هاتف خاص باستقبال مكالمات الرئيس جمال عبد الناصر، وصورة تجمعهما في إحدى الجولات الرئاسية، معلقة في واجهة باب المتحف، كذلك مقالاته، وأول آلة كاتبة وُجدت في المؤسسة.
الهواتف التي كان يستخدمها «هيكل»، بينها الهاتف الأحمر بالصف الأمامي كان مخصصًا للتواصل مع «عبد الناصر» فقط
ولد أشهر الصحفيين المصريين والعرب في القرن العشرين، في قرية باسوس بالقليوبية عام 1923، والتحق بـ«الأهرام» لأول مرة في 31 يوليو1957، وتولى رئاسة تحريرها 17 عامًا، وحمل أول مقالاته بالجريدة عنوان «صراحة»، ثم تم تعيينه وزيرًا للإرشاد القومي في فترة لاحقة.
وانطلقت ثقة المشاهدين في «هيكل» وما يقوله حول ما شهده من أحداث، من شعبيته كصحفي لازم النظام السياسي جنبًا إلى جانب مع الصحافة.
وساهمت صداقة «هيكل» و«عبد الناصر» في امتلاك الأول رؤية سياسية بعيدة المدى حول مجريات الأمور في مصر خاصة في فترتي الخمسينيات والستينيات، لما كان من شأنه الصحفي في التجربة الناصرية وأحد الإعلاميين والمفكرين المؤثرين فيها والمتأثرين بها، وظل أحد أهم الصحفيين المؤرخين لحقبة الستينيات والسبعينيات، كما ظلت أسراره التي كان يبوح بها حول فترة حكم الأخير وملابسات هذه الفترة محض إثارة للتساؤل بين العامة والمؤرخين والكُتاب وحتى للإعلاميين الذين صاغوا هذه الفترة عن بُعد أو شاهدوا جزءًا منها.
وتُوفي الكاتب الصحفي محمد حسانين هيكل، في 17 فبراير 2016، عن عمر ناهز 92 عامًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق