الاثنين، 8 يوليو 2019

عمر طاهر «صنايعى» الكتابة وخرسانة حياته

عمر طاهر - كاتب وصحفي مصري

كتبت- ندى عمران
"اكتشفت أنني أضعف مما أتخيل، وأعتقد أن معظم الرجال يفكرون بالطريقة نفسها فهم موسوسون ويخافون علي أنفسهم بشدة، أما النساء- والشهادة لله- فهن أفضل من اتبع قاعدة (خليها علي الله)، هن الأقرب إلي الله، هن اللواتي علمننا الصلاة وليسوا آبائنا".
عبارة تحمل كلمات تبدو ظاهريًا بسيطة دونها الكاتب عمر طاهر وحظت بمعدلات إعجاب بلغت الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن من يفتش حول هذا الكاتب الذي نشأ في محافظة سوهاج والمعروف بمناصرته للمرأة  سوف يُدرك أنه ربما يدافع عنها لانه يُدين لها بالفضل فيما وصل إليه.
والمرأة التي وقفت خلف عمر طاهر، صاحب النكهة الخاصة بالكتابة والتي تعد كتبه الآكثر مبيعًا بين أبناء جيله هي والدته التي وقفت ورائه وآمنت بموهبته.
رفض ذكوري ودعم أنثوي
يقول عمر: أن والدته هي صاحب الفضل عليه وهي من شجعته للعمل بالصحافة، وغرست فيه منذ الصغر حب القراءة والاطلاع حيث كانت حريصة على وجود مكتبة في منزلهم حتى أن منزلهم كان الوحيد الذيي يحتوي على مكتبة في البيوت الموجودة إلى جوارهم الامر الذي ساهم في تشكيل وعيه المصري اليوموشخصيته.
واتجه عمر في بداية مسيرته الابداعية  إلى نشر قصائده خفية عن أهله، و عندما صارحهم رفض والده أن تكون الكتابة مستقبل ابنه بينما والدته هي من شجعته وساندته، وكانت تُراجع ما يكتب وتدقق وتعلق وتوجهه. وكلما استعجله الأب على تقديم "أمارة" تبل الريق بخصوص الطريق الذي أختار أن يسلكه، كانت الام تقول"سييبه".
يحكي عمر أن  بعد شهور من إقدامه على  الكتابة والنشر، وجد أمه تسحبه من يده حاملة بعض ما نُشر له، وتطرق باب أحد أقاربها الذي يشغل منصب مهم بإحدى وكالات الأنباء، ثم وضعت ما كتب أمامه وسألته "يكمل؟" هز الرجل رأسه استحسانًا.
بعدها خرج هو وأمه من بيت الرجل، تركته أمه عائدة إلى سوهاج وهي تقول "أتطمنت عليك شد حيلك" وهو ما أشعل يومها الحماس داخل عمر الذي يروي قائلاً:"يومها رجعت من محطة القطار إلى وسط البلد سيرا على الأقدام وكل تفكير ألا أخذل أمي".
ويُضيف "لسه حالة الطفل اللي لما يقع يجري على أمه..هي هي بعملها وأنا عندي 40 سنة".
ويؤمن عمر أو صنايعي الكتابة  كما لقبه أبناء جيله من الكتاب والقراء بأن والدته هي "الخرسانة"التي تجعل حياته متماسكه حتى هذه اللحظة، وكلما اصابه اليأس وفكر في خطوة للخلف والتنازل عن أحلامه
يتذكر أنها آمنت به وعليه الا يخذلها.
ودخل عمر متعدد المواهب (قصاص، شاعر، صحفي، مقدم برامج إذاعية وتليفزيونية) عالم الصحافة من مجلة نصف الدنيا ثم أصدر دواوين شعر وكتب ساخرة تؤرخ فترة ما قبل يناير وما بعدها بكل ما فيها من تحولات.
سبق له وأن كتب مقالات ثابتة في جرائد شهيرة مثل المصري اليوم، التحرير، الدستور.
الحلم ليس مستحيلاً
ويضرب عمر مثال على أن الحلم ليس بمستحيل ولا يتوقف على الشهادة الدراسية، حيث أنه حاصل على بكالوريوس التجارة وإدارة الأعمال، ولكن التفت إلى موهبته في الكتابة والتأليف وأخذ يتتبع حلمه وكانت المرأة الاولى في حياته أمه هي كلمة السر وراء نجاحه.
ويقول عمر في كتاباته، تُخرج المرأة من جسدها إنسانا كاملا (أيدين و رجلين و وش و رقبة) في مشهد يراه معظمنا كوميديًا، بينما إذا اُصيب الرجل ( بحتة إمساك) تتحول حياته إلي جحيم بسبب قطعة متحجرة من الفضلات ولا يقوي علي إخراجها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق