الجمعة، 5 يوليو 2019

في ذكرى نصر أكتوبر.. «الحب» بحياة قائد العبور


رندا ثروت
فلسفته في الحب عبر عنها قائلًا: «كي يكون الرجل مكتملًا لابد أن تكون له رفيقة تحبه ويحبها، هذه فعلًا أعظم نعمة فى الوجود، فعندما تمتلىء نفس الإنسان بالحب يستطيع أن يتم رسالته وبدون هذه العاطفة يعيش إلى أن يبلغ منتهى العمر وهو يشعر أنه يفتقد شيئًا هامًا، وأنه مهما حقق فهو لم يكتمل بعد»، فكيف بدأت قصة حبه مع رفيقة دربه جيهان السادات؟
بداية اللقاء..
خرج الرئيس الراحل محمد أنور السادات، من محبسه باحثًا عن حياة جديدة بعد أن أصبح فاقدًا لرتبته العسكرية، ولا يملك المال، ليفاجئه القدر بأجمل قصة حب سيعيشها وتبقى من أجمل الحكايات، التي تستحق أن تُروى بجانب القصص الأسطورية التي تتناقلها الأجيال. 
نظرتهم الأولى شهدت عليها مدينة السويس، ففي صيف 1948 التقوا، وكان «السادات» في ذلك الوقت في الثلاثينات من عمره، ومتزوجًا ولديه أولاد، أما «جيهان» فكانت فتاة صغيرة ذو الـ15 عامًا، وحدث بينهما إعجاب من أول نظرة.
وفي إحدى لقاءاتها الإعلامية،، قالت السيدة جيهان: «كان بيقولي إنه حبني من قبل ما يشوفني وهو في السجن، كان عنده خيال بيا»، كغيرها من الفتيات تعشق قصص الأبطال، إذ سمعت لأول مرة عن حكاية ضابط متهم في قتل أمين عثمان، وزير المالية المصري آنذاك، كما كانت تتابع نضاله الوطني من خلال أحاديث زوج ابن عمتها وصديقه حسن عزت، فرأت فيه فتى الأحلام، توطدت العلاقة بينهما وتعددت اللقاءات، ولأنه لا يملك المال كانت هديته لها في عيد ميلادها الـ15 أغنية لفريد الأطرش «يا ريتنى طير وأنا أطير حواليه».
موقف العائلة..
حين قرر «السادات» طلبها للزواج اقترح عليه صديقه حسن عزت، أن يدعي أمام أهلها بأنه رجلًا ثريًا ولديه أراضي حتى يقبلوه، لكنه رفض ذلك، وحينما ذهب إلى الأسرة استمرت والدتها في إلقاء الأسئلة عليه حتى جاء سؤال «ما رأيك في تشرشل»، وهو رئيس وزراء بريطانيا حين ذاك، ليجيبها السادات بكل شجاعة قائلًا «حرامي»، أيقنت جيهان بأن الأمور ازدادت صعوبة لحب والدتها الكبير لتشرشل، وحاولت إقناع الأم بأن تعطيه فرصة للقاء آخر ونجحت بعد مفاوضات امتدت إلى شهر كامل، وفي اللقاء الجديد نجح «السادات» في اختبار الأم حينما جذبها إلمامه بالثقافة الإنجليزية وحبه للروائي تشارلز ديكنز.
كعادة الفتيات كانت جيهان تحتفظ بصورة له، وحين رأوها زميلاتها في المدرسة سادت بينهم حالة من التساؤلات منها، هل هو ثري؟ هل يعمل في وظيفة مرموقة لتقبلي به؟ ليكون رد جيهان «لو قعدتم معاه هتنبهروا بشخصيته».
وذكر الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتابه «خريف الغضب»، أن جيهان أعجبت بالسادات لأسباب أخرى ليس لها علاقة بالوسامة والأناقة ومواصفات نجوم السينما التي كانت البنات في سنها تقتبسنها من الأفلام وهي ترسم صورة فتى الأحلام في ذلك العصر.
الزواج..
في عام 1949، تُوج هذا الحب بالزواج، وأثمر عن ثلاث بنات وهن لبنى ونهى وجيهان وولد واحد وهو جمال، هكذا كانت قصتهم تعبيرًا عن الخروج عن المألوف واللا منطق، وتأكيدًا بأن الحب دائما ينتصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق