الاثنين، 7 مارس 2016

محطات في مشوار إسلام الحضري (اللي قرر ميسيبش مصر)

انتقل إسلام من بلده كفر الشيخ ليبحث عن حلمه في الإسكندرية


أسماء حماده

وسط أصوات المارة والجالسين وتعالي ضحكاتهم وصوت هدير مياه "الشيشة" ورطم أحجار "الدومينو" ببعضها، جلس "إسلام الحضري" على أحد مقاهي وسط البلد بالإسكندرية ليروي لنا قصته، قصة قد تجدوها تشبه قصص الكثير من الشباب المصريين في كفاحه مع الحياة وأحوالها المتقلبة، لكن قصة "الحضري" مثل كل القصص الملهمة، لها خصوصيتها ووضعها الخاص، خصوصا عندما تسمعها من صاحبها.



أول الخط

يترك الحضري الشاب الذي قارب على الثلاثين من عمره بلدته البسيطة في كفر الشيخ ليبدأ رحلة جديدة في مدينة الإسكندرية القريبة عام 2008 بحثا عن مساحات أوسع لأحلامه. إسلام عنده شغف قديم وهو تصميم الصور والإعلانات، رغم دراسته للحاسبات والإدارة، إلا أنه عمل كمصمم ومعالج للصور في أكثر من ستوديو للتصوير حتى بدأت الأحداث السياسية وحال البلد يشغله.

كان إضراب 6 ابريل 2008 في المحلة أحد الأسباب التي دفعته للاهتمام بما يحدث في البلد، قرر في هذا الوقت أن يعمل في أكثر من عمل حتى ولو لساعات طويلة وبعد فترة استطاع أن يجمع مبلغا من المال ليجد نفسه يفكر في أول مشروع وهو تأجير ستوديو صغير ليكون بمثابة شركة دعاية، يقول إسلام "الوضع كان كويس والشغل في تحسن لحد يناير 2011".

المحطة الثانية

بدأت المحطة الثانية مع بداية يناير 2011، في هذا الوقت كان كل اهتمام الحضري بالوضع السياسي الذي تمر به البلد وكان عنده اصرار على تغيير البلد لتكون أفضل، في صباح 28 يناير 2011 تم القبض عليه ولكنه خرج في اليوم التالي بعد سقوط النظام. في الفترة ما بين 2011 و2013 كان كل ما يشغل الحضري هو وضع البلد فيقول "بدأت أندمج في قصة إني عايز أغير البلد ومش مهم إني أعمل لنفسي مستقبل ع أساس ان البلد لما تتعدل هقدر أشتغل بشهادتي ع الأقل ومكنش عندي شغل ف الوقت ده، كنت مهتم بتغيير البلد وأننا هنجيب مجلس شعب ورئيس والبلد هتتغير لحد ما لقيت إن عدى سنتين وبقا عندي 27 سنة ومفيش حاجة بتتغير وأنا مبعملش اي حاجة".

سكت الحضري قليلا وكأنه يستعيد ذكرى تلك الأيام ليكمل كلامه "كانت فترة صعبة جدا بس كنت برضه متحمس وبقول إن في رئيس هييجي والدنيا هتتغير وكله هيبقى تمام فجأه لقيت إن الدنيا بتبوظ أكتر لحد ما قابلت نجوى".

محطة السعادة والدبابيس 

نجوى هي زوجة الحضري حاليا وأم ابنه عمر البالغ من العمر 4 أشهر، يقول الحضري بدأت أتحمل المسؤولية عند معرفتي بنجوى وكحال أي شاب مصري قررت أشترك في جمعية ومنها حصلت على مبلغ بسيط 3 آلاف جنيه وقررت أتقدم لها، لم يكن عندي شقة أو شغل وتعالت ضحكته قائلا "هي علبة الجاتوه وتوينز الخطوبة واتخطبنا".

عاود الحضري كلامه بأنه في هذا الوقت فكر في مشروع بسيط ليبدأ به حياته المهنية، فجاءت فكرة في باله وهي "دبوسك يعبر عنك"، وبالفعل بدأ هو وزوجته في هذا العمل البسيط وهو عبارة عن "دبوس" مطبوع عليه صورة فنان أو حكمة أو مقوله لأحد الأشخاص وكان يجلس على مقاهي الإسكندرية ليبيع ما صنعه ثم أصبح يشارك في الحفلات بتأجير طاولة ب 100 جنيه ليبيع عليها "الدبابيس" حتى أُطلق عليه وزوجته "بياعين الدبابيس".

نجح مشروع الحضري واستطاع أن يتزوج نجوى بعد فترة طويلة من العمل المستمر، إلى أن قل العمل تدريجياَ وعاد مرة أُخرى إلى الصفر فقرر الذهاب لشرم الشيخ للعمل بها ولكنه لم يستطع الإستمرار هناك فعاد للإسكندرية بفكرة جديدة وهي شراء "حظاظات" من الصين مطبوع عليها تصميم خاص بالأندية مثل الأهلي والزمالك وبالفعل راسل شركة في الصين وطلب منها كمية بسيطة واستطاع أن يقوم ببيعها وفكر في طلب كمية أخرى ولكن وقف الأمر في المطار على أن هذه الأشياء تعتبر علامة تجارية وعاد للصفر مرة أخرى.

محطة (الدكانة) 

"دكانة الحضري" هي الفكرة الجديدة التي خرج بها الحضري من كل الصعوبات التي مر بها، بدأ العمل على هذه الفكرة بمساعدة زوجته فيقول "فكرت إن بدل ما أدور على بضاعة من الصين أعمل أنا الشغل ده"، وبالفعل قام بإيجار محل صغير لعمل "مادليات، ماجات، محافظ، تي شيرتات" مطبوعة بشعار أحد أندية كرة القدم الشهيرة وعمله الآن في تقدم، ختم الحضري قصته بأنه لم يفكر بالسفر للخارج رغم الفرص التي جائته ولكنه قرر العمل في بلده قائلاَ "أنا بذلت مجهود في البلد دي وقررت مسيبهاش".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق