الاثنين، 21 مارس 2016

أحزان أم مصطفى

متى يحصل مصطفى على حقوقه ويعيش حياة طبيعية؟

سمر محمد

منزل متواضع في قرية بني زيد بأسيوط سقفه يقارب على السقوط، مكون من غرفتين إحداهما فارغة وأخرى بها (حصيرة) تجلس عليها سيدة في أواخر الثلاثينيات جعلتها الآلام تبدو أكبر من عمرها بمراحل، تحتضن طفلا صغيرا لا يتجاوز عمره العشر سنوات.



تسرد لي أم مصطفى حكايتها بصوت مهموم "مصطفى هو ثاني أبنائي وأكبر همومي ونزيف قلبي الذي أتمنى أن يتوقف، عندما ولدت مصطفى قالوا لي في المستشفى انتي ست مؤمنة، ابنك عنده تأخر عقلي، قلت له يعني ايه يا دكتور، قال لي جسمه هيكبر وعقله مش هيكبر، وقتها مفهمتش قوي بس حمدت ربنا على كل حال".

"دايما مصطفى بياخد مني الجرعة الأكبر من الحنان والرعاية بسبب ظروفه الصحية، ولما بلغ خمس سنين تعب مني جريت بيه على المستشفى وعرفت هناك ان ابني عنده ثقب في القلب..".

توقفت أم مصطفى قليلا تجفف دموعها واستطردت قائلة "الحمد لله على كل حال، بس أدوية المرض ده غالية عليا اوي وانا جوزي على باب الله، يوم في الشغل وعشرة لأ، ولاد الحلال قالولي إن فيه مدارس اسمها المدارس الفكرية بتتبنى الحالات اللي زي ولدي وبيعملولهم تأمين صحي وبيعالجوهم، جريت بيه على هناك بس قالولي لأ لما عرفوا حالته، وقالوا إن وضعه الصحي صعب ومش هينفع يقبلوه".

وتستكمل أم مصطفى حديثها قائلة "أنا لفيت على مكاتب كل المسؤولين ومحدش بيساعدني غير أهل الخير، ساعات بيساعدوني في ثمن الدواء وكمان فيه جمعيات، بس أنا محتاجة إن ولدي يروح مدرسة من دول علشان يعالجوه ويعلموه ازاي يتكلم وحالته العقلية تتحسن".

وكم من (مصطفى) و(أم مصطفى) يعيشون بيننا ويفتقدون أبسط حقوقهم في حياة كريمة بلا ألم أو معاناة، فمتى تنتهي أحزان كل (مصطفى) و(أم مصطفى) في وطننا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق