الخميس، 27 أبريل 2017

"عم علي".. "فنان" يبيع الهدايا والبهجة في رسائل بالإسكندرية

"عم علي" الفنان .. تصوير- دينا النجار

كتبت - دينا النجار



"ماكينة قص كهربائية، وكرسي في زاوية الشارع" .. تلك أدوات عم علي، أربعيني، ليصمم هدايا الفرحة، ورسائل البهجة، في ميداليات تذكارية، وكلمات رمزية من البلاستيك، والفوم، والتي لا تتعدى سعر الواحدة 7 جنيهات، تختلف على حسب الرغبة من الناظرين والعابرين، في زاوية متفرعة من شارع الكنيسة المارونية في منطقة المنشية بالإسكندرية.


يقول عم علي لـ "مصر الناس": "لا يتأثر السعر بارتفاع باقي الأسعار، وتتراوح سعر الميدالية من 5 لـ 7 جنيه حسب التصميم المطلوب، والبراويز الفوم لا يتعدى سعرها 35 جنيهًا باختلاف الألوان والخامات المطلوبة، فمن يَرحم يُرحم".


عند مرورك بجانبه تجد لوحة جانبية تحدق بعينك فيها تلقائيًا على اسمك، أو اسم من تحب، برؤية خاطفة لتلك الميداليات بحروف أو أسماء مقصوصة مزخرفة متعددة الأشكال والألوان، فما يصنعه من ميداليات وهدايا بتصميمات وجذابة، حتى اشتهر بـ "الفنان".


في صغره كان يجوب الشوارع لبيع الهدايا، وبرغم الظروف التي لم تسمح له باستكمال تعليمه الأساسي، فهو حريص على تعليم أولاده وإتمام رسالته كاملة، حتى خلقت رغبتهم في تعلم حرفة والدهم وكثيرًا ما يطلبون تعلم مهنته ولكنه يرفض لصغر سنهم: "الحمد لله من صغري خطي حلو بشهادة كل الناس، ومن وأنا عندي 12سنة كنت بلف على رجلي أبيع الميداليات اللي عليها صور المشاهير زي نجوم الفن والكورة، ولدي4 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، وهم فخورين بمهنتي". 

ويتابع: "اتعلمت أشتغل على ماكينة القص اليدوي في ورشة هنا في المنشية، ولما كان عندي25 سنة اشتريت ماكينة قص يدوي وقعدت هنا أشتغل لأني كنت حابب اشتغل مع نفسي وحابب أصمم الشغل اللي في دماغي، ومكنش عندي إمكانية أجيب محل حتى إيجار وقتها وكان شغلي كله في الشارع".


كان محل حديث من حوله، بعضهم يدفعه بكلمات تشجيعية: "كنت بشتغل جنب محل كمال سعد الله يرحمه صاحب شركات صناعة الورق في المنطقة، وكان من وقت للتاني بيجي يشوف شغلي ويشجعني وبقالي هنا حوالي 20 سنة".

وعن احتياجات السوق المتغيرة، وأدواته، يقول "عم على": "زمان كان الإقبال على الميداليات اللي عليها صور المشاهير، دلوقتي الإقبال على الأسماء والحروف أكتر، والشكل الجديد دلوقتي لهدايا المناسبات الحروف الفوم والبراويز اللي بتتعمل باسم العريس والعروسة ومناسبات التخرج والشغل ده عليه إقبال كبير جدًا، وظهور أنواع جديدة من المكن بدل اليدوي فيه كمان المكن كمبيوتر وليزر كمان".

يصف تصميماته من خلال الماكينات الحديثة بالجمود بالرغم من الدقة الشديدة، فيري التصميم والقص فن وليس رسمة تنفذ بدون إضافة لمسات يدوية: "المكن اليدوي بيخليك تبدع وأنت شغال وممكن تضيف حاجة جديدة وطول ما أنا شغال إيديا بتشوف أية الأنسب والأحلى، والقص اليدوي بالرغم أنه قديم والشغل بالمكن الحديث أسرع ومكسبه أعلي بس فيه روح وشكله مميز عن شغل مكن الليزر والكمبيوتر".


"الأرزاق على الله والقليل يكفي"، تلك كلمات يصف بها المبالغة في ارتفاع أسعار بضائعه بعد بيعها للتجار: "كنت بعمل شغل للمحلات اللي بتبيع الميداليات واكتشفت أنها بتتباع بأسعار عالية أوي أكثر من مكسبها بكتير عشان كده بطلت أبيعها لكل التجار عشان الاستغلال وببيع جمله وقطاعي، وكمان بعمل لافتات حجز بالأرقام للمطاعم بالطلب وده من خلال تسخين ألواح البلاستيك وتبريدها وقص الأرقام ولصقها".


أما رسائل البهجة التي يسعى "عم علي" توصيلها للجميع هي عبارة عن لافتات علي ورق كرتون ولوائح من البلاستيك تحمل نصائح للشباب للعمل والحفاظ على بلادهم، مازحًا: "فيها عبارات سخرية من ارتفاع الأسعار، وجشع المدرسين، والدروس الخصوصية، وأصحاب المحلات، وارتفاع أسعار الأدوية وكشف الأطباء".








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق