الاثنين، 24 أبريل 2017

"تسعينات" .. مركز ألعاب وسينما يمنع التدخين ويعيد الذكريات بأسيوط

تصوير- سمر بهنساوي

كتبت - سمر بهنساوي

باستخدام عازل حراري لمكيف هواء، وبعض الألعاب والصور والرسومات البسيطة التي ترجع لفترة التسعينيات، بني مركز الألعاب في جراج بنايه أمام كافيتيريا سلطانة في شارع الروضة المتفرع من محمد علي مكاري المقابل لجامعة أسيوط، أنشأ شاب وفتاتين سينما ومركز ألعاب يعيدا ذكريات الطفولة لجيل التسعينيات.

على خلاف المتعارف عليه في مراكز الألعاب الحديثة والمعروفة باسم "السيبر أو البلايستيشن"، قرر خريج كلية الحقوق وليد محمد وصديقتيه هناء ورحاب مصطفى أن يقيموا سينما صغيرة ملحقة بمركز ألعاب تحمل جدرانه وألعابه ذكريات الطفولة لجيل التسعينيات وبداية الألفينيات.

كما قرروا منع التدخين إلا في مكان محدد داخل المركز، وهذا ما ميزه عن مراكز الألعاب الأخرى بالمحافظة وعمل على استقطاب الفتيات على غير المعتاد في مثل هذه الأماكن.

يتكون المركز من مدخل يحمل اسم تسعينات باللون البني، ودرج من الرخام يتجه بك إلى أسفل إلى صالة مستطيلة الشكل -على جانبي المدخل يوجد مجلس عربي مخصص للمدخنين- في نهاية الصالة تجد ثلاث غرف متقابلة، غرفة مخصصة للعبة HTCVIVE، وأخرى للبلايستيشن، وثالثة للسينما، ويفصل بين الغرف الثلاثة والصالة كافيه صغير يقدم المشروبات الباردة والساخنة.

غرفة HTC VIVE:




أصوات ضحكات ممزوجة بموسيقى لعبة "ماريو" وهتافات لعبة "FEVA" تصدر من غرفة مستطيلة الشكل التي تمتاز بلونه الأزرق الداكن، تزين حائطها الأيسر مجسم من ورق الفوم للعبة، يتوسطها 4 شاشات عرض متصلة بأجهزة الأتاري والبلايستيشن باختلاف إصداراتها، وصورة باللون الأبيض لزراع البلايستيشن تزين الحائط المقابل ويتميز الجدارين المتبقيين باللون الزرق الداكن وعلى الأرض تجد مقاعد أسفنجية مريحة بألوان مختلفة منها الأصفر والأخضر والأزرق.

يقول وليد إن "فكرة تسعينات تم اقتباسها من كافيه سبعينات الموجود بالقاهرة، في بداية الأمر كانت تصورنا أن هذه الغرفة هي الأساس كمجرد سيبر أو بليستيشن لكن بعد التشاور مع الشركاء وبعض الأصدقاء اتفقنا على إقامة مكان يعيد لنا ذكريات الطفولة".

ومقابل هذه الغرفة المستطيلة غرفة أخرى غير منتظمة الشكل مدخلها ستارة جلدية سوداء ممزقة كتب أعلاها باللون الأحمر الدموي HTC وأثار لثلاث كفوف حمراء يسيل منها الدماء، ومن الداخل حائط بيضاء علق عليها سلاسل حديدية متصلة بكرسي حديدي ملطخ باللون الأحمر، ويتدلى منها كف بشرية، ويسيل من سقف الغرفة على هذا الجدار لون أحمر كأنه دماء شخص ما، يري الناظر من خلالها كلمات بالإنجليزية (YOU NEXT-HELP) كأنها آتيه من عالم آخر.

غرفة الـ HTC VIVE

والجدار الأبيض الأخر مقسم إلى جزأين أحدهما لوحة جلدية سوداء رسمت عليها رسومات ورموز تشبه تلك الموجودة في كتب السحر، والجزء الأخر به عين سوداء ذات إطار أحمر يسيل منها كأنه الدماء.

يوضح وليد أن "هذه الغرفة مخصصة للعبة الرعب ثلاثية الأبعاد HTC VIVE وألعاب الرعب الأخرى، وصمم هذا الديكور طالبان في كلية هندسه أسيوط ". 

"كافيه وسينما"


يفصل بين الصالة الألعاب من جهة وغرفة البلايستيشن والـ HTC كافيه صغير مفتوح يشبه طراز المطبخ الأمريكي، يقدم المشروبات الباردة والدافئة وبعض الحلويات، وعلى غير المعتاد ترى قائمة الطعام مكتوبة على جدار الكافيه بالطباشير.

غرفة الكافيه ومنها تصل إلى غرفة الـ HTC

وهنا يقول الشيف "قمنا بافتتاح غير رسمي للكافيه مع بداية شهر فبراير -أي من شهرين تقريبًا- تزامنًا مع مباريات مصر في كأس إفريقيا، هذا ما جذب إلينا أعداد ضخمة من الشباب والفتيات، وبدوره تسبب هذا في الضغط على الكافيه بشكل كبير وذلك لأننا لم نتوقع هذه الأعداد وقوة الكافيه لم تستطع تلبية كل الطلبات".

وهنا يضيف وليد محمد "لم نكن مستعدين للافتتاح بعد، بدأنا عرض مباراة مصر الأولي في إفريقيا لأصدقائنا المقربين، بمجرد أن سمع الناس في الشارع صوت المباراة توافد علينا جموع من الشباب، لكن سرعان ما ذهبوا وأصبح المكان خاليًا بعد أن حدث انفجار صغير قي الدائرة الكهربية تسبب في انقطاع الكهرباء، وفي المباراة التالية كان معظم الزبائن من الفتيات والقليل من الشباب وفي المباراة النهائية كان الزبائن أسر كاملة".

ومقابل الكافيه غرفة مظلمة مليئة بالكراسي الجلدية تشبه قاعة المؤتمرات في نهايتها لوحة بروجكتور بيضاء كبيرة، وجداران سوداء عازلة للصوت، لتكون هذه الغرفة سينما صغيرة لسد الفراغ الذي حدث نتيجة إغلاق سينمات أسيوط والصعيد كافة منذ سنوات ليست بالقليلة، تقام حفلات خاصة يومي الخميس والجمعة بسعر مخفض سعر التذكرة يصل لـ 20 جنيهًا، وباقي أيام الأسبوع يتحدد سعر التذكرة طبقًا لعدد الأفراد إذا كان العدد أكثر من 7 أشخاص تكون التذكرة 20 جنيهًا، وإذا كان العدد 5 أو 6 أشخاص يكون السعر 25 جنيهًا وهكذا.

قاعة السينما

وعن كيفية بناء العازل الصوتي للسينما يقول وليد أنه تعب كثيرًا في هذا الشأن ولم يجد أشخاص أو شركات متخصصة في أسيوط مما جعله يتجه للقاهرة لعرض الأمر لكنه وجد الأمر مكلفًا.

ويقول "وجدت عازل الصوت سيكلف ما يقرب من 80 ألف جنيه ولا أملك هذا المبلغ الضخم، فرجعت إلى أسيوط، اقترح عليا أحد أقاربي -يعمل فني تكييفات- باستخدام العازل الحراري في مكيف الهواء، وقام بتجربة هذه الفكرة نجح الأمر". 

"العاب الطفولة"


وعلى غرار الغرف الثلاثة والكافيه يوجد صالة مستطيلة الشكل، تتميز بإضاءة بيضاء جميلة آتيه من 6 نجفات بيضاء تتدلى من السقف، تنير للشابين الجالسين على أريكة بالقرب من الدرج تتميز بلونها الأحمر الداكن -والذي هو نفس لون النصف العلوي لحوائط هذه الصالة- وأمامهم منضدة بيضاء مستطيلة صغيرة عليها لوح لعبة الشطرنج، وبجوارها منضدة بيضاء صغيرة عليها بعض ألعاب الطفولة كالكوتشينة والشطرنج حولها كرسيين من الخشب.

الصالة

ويقابلهم أريكتين ومنضدة مماثلتين لها، في نهاية الصالة جمعت ذكريات طفولة جيل التسعينيات في مجموعة الصور، صورة لعمرو دياب بتيشرته المشهور وثانية للبان السحري، وثالثة لكابتن ماجد وأخري للتليفون ذات القرص الدوار.


على جانبي المدخل في الأعلى يوجد المكان المخصص للتدخين "المجلس العربي"، وهو طرقتين صغيرتين متقابلتين بهما بعض الوسائد الإسفنجية الملونة وجدران بيضاء رسمت عليها دفاية أسفل مكتبة على الطراز البريطاني، مع إضاءة يضاء جميلة. 

المجلس العربي

يقول وليد: "هذا المكان كان جراج للسيارات لذلك عانينا كثيرا حتى يصل إلى ما هو عليه الآن، تكسير وإعادة بناء المدخل، وإصلاح السباكة لعمل حمامين صغيرين على جانبي الدرج من أسفل كان أكثر شيء أرهقنا".

ويضيف "منع التدخين إلا في المكان المخصص له عمل على استقطاب عدد كبير من البنات على خلاف المراكز الأخرى التي لا تدخلها الفتيات، كما استقطب نوع خاص من الشباب مما ساعدنا في الحفاظ على سمعة المكان". 

هذه الألعاب والسينما والاسم عملت على تكوين طابع خاص وشهرة واسعة للمركز على الرغم من أن عمره شهرين فقط دون دعاية حتى الآن، إلا صفحة على الفيس بوك عليها صور للمكان من الداخل.

هناك تعليق واحد: